ملاحظات تعقيبية
الأولى:ما ذكرناه من ظواهر قد يكون بعضها داخلاً في عموم الآخر، كما قد يكون بعضها معلولاً
للآخر ولكننا نعتقد إنها جميعاً تستحق افرادها بعنوان مستقل لأهميتها.
الثانية:
نستطيع أن نعبر عن هذه الأعراض بأنها تحديات داخلية تؤدي الى نفس ما تؤدي اليه
التحديات الخارجية، أو فلنعبر بأن التحديات الخارجية تمتد في الفراغ الذي تحدثه هذه
التحديات، وربما كان بعضها معلولاً للتحديات الخارجية نفسها فقد عمل الغرب لعشرات
العقود وخصوصاً في القرنين 19 و20 على تكريس حالتي التخلف والتمزق بشتى أنواعه
ومنها الطائفي، في الأمة.
الثالثة:
وتستحق عملية المعالجة وبالتالي ترشيد الصحوة أن يفرد لها بحث خاص إلا أن عناصرها
تبدو واضحة عند استعراض هذه الأعراض ونشير فيما يلي الى بعض ما يجب عمله على ضوء ما
سبق:
1ـ ضرورة
السعي لتشجيع عملية التطبيق الكامل والمترابط للشريعة.
2ـ لزوم
التعمق في فهم الشريعة ومقاصدها، والابتعاد عن السطحية.
3ـ ضرورة
تحكيم دور العلماء والمجامع العلمية، وتفعيل عملية الاجتهاد الحر.
4ـ مراقبة
التيارات الوافدة، والتحذير من الانبهار بها.
5ـ بيان
الوجه الرحيم للإسلام ونبذ الارهاب، ولكن لا يعني هذا الانظلام، والسكوت على عمليات
الكفر الارهابية.
6ـ نبذ
المظاهر الصنمية في العمل الحركي.
7ـ بعث روح
الأمل في جماهير الصحوة.
8ـ التركيز
على العمل التغييري، دونما نسيان للأعمال الاصلاحية الفردية في سياق العمل
التغييري.
9ـ
الاستفادة من كل الإمكانات المتاحة.
10ـ التحلي
بالواقعية في العمل.
11ـ نبذ
الطائفية.
12ـ فتح
الجسور المعقولة مع الآخرين.
13ـ تحكيم
روح الإسلام السياسي العالمية.
14ـ اعتماد
مبدأ التخطيط المستقبلي بعيد المدى.
وهناك أمور أخرى نكلها للدراسات
المفصلة.18
الرابعة:
ر بما يقال: إن هذه الأمور لا ترتبط بالقادة السياسيين فما معنى توجيه توصيات لهم
بهذا الشأن؟ إلا أن من الواضح أن الأمر يرتبط بهم ولو بشكل غير مباشر ذلك:
أولاً: لأن بيدهم الكثير من أزمة
الأمور في هذه الأمة، وقضية الصحوة وترشيدها هي قضية الأمة بلاريب، فلا يمكن أن
يعفوا أنفسهم من المسؤولية.
وثانياً: لأن الكثير من هذه
التوصيات ترتبط بهم مباشرة، خصوصاً بعد أن طالبت بعض المجامع العلمية التابعة
لمنظمة المؤتمر الاسلامي بأمثال هذه التوصيات.19
وثالثاً: فإنهم يستطيعون ان يوفروا
الأجواء المناسبة لقيام الجماهير وتنظيماتها المدنية بأدوار رئيسة لتحقيق ذلك.
والله ـ تعالى ـ هو الموفق