المصطلح السياسي عند الامام الخميني
تفرد الإمام
الخميني في الكثير من آرائه السياسية ; ولذلك لا يمكن لأيّ من
المحللين السياسيين أن يعتبره
منتمياً لمدرسة سياسية معينة ، وإنما أرسى بنفسه قواعد مدرسة سياسية
جديدة يمكن أن نطلق عليها اسم (المدرسة الخمينيّة) التي اعتمدت الاسلام فكراً
والقرآن دليلا في التنظير السياسي ، ولذلك حينما نلقي حزمة ضوء على
المصطلح السياسي عند الإمام الخميني فإنّما نحاول من خلال ذلك أن نستكمل صور
الإبداع السياسي لديه (رضوان الله عليه) إذ يشكل المصطلح السياسي عنده بعض
مفردات تفرده السياسي الذي تميز به عن غيره من قادة الدنيا
وساستها .
فهو يتبنى فكرة
(اللاشرقية واللاغربية) التي تعني فيما تعني فك الارتباط التبعي بالشرق
والغرب والوقوف على أرضية الثقة بالنفس والمبادئ والامكانات دون أن يعني ذلك
بالضرورة تقاطعاً مع الغرب والشرق ، وإنما يعني الاستقلالية
الكاملة ، التي لا يجوز فيها الانحياز لهذا المعسكر أو ذاك مع ضرورة
الانفتاح على الشرق والغرب وفق صيغ متكافئة من الاحترام المتبادل ، التي
لا تتعرض فيها مصالح الأمة واستقلالها لابتراز وتأثيرات هذا الطريق أو
ذاك ، وبهذا يكون الإمام قد حدّد معالم الشخصية المستقلة للأمة ،
ووضعها على الطريق الصحيح ، وقطع كلّ علاقة مذلة لها
بالآخرين .
اما مصطلح
الاستكبار والمستكبرين والاستضعاف والمستضعفين ومصطلح الشيطان الأكبر ،
فهي إن دلت على شيء فإنّما تدل على اهتمام الإمام بالرؤية القرآنية ،
ولفت أنظار المسلمين الى ما لديهم من خزين معرفي وفكر سياسي يؤهلهم للتميز
والتفرد ليس فقط في العمل والأداء السياسي ، وإنما في إطار التنظير
والفكر السياسي القائم على أساس الاسلام والقرآن والسنة
المطهرة .
وأخيراً وليس
آخراً يظلّ الإمام الخميني وأفكاره السياسية التي بشّر بها وجسّد مقولاتها
شاهداً شاخصاً على عظمة النظرية الاسلامية وقدرتها على التصدّي لقيادة الحياة
في عصرنا الحاضر وفي المستقبل .