لمحة سريعة لفصول الكتاب - تعریف بکتاب اخبار مکة للفاکهی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تعریف بکتاب اخبار مکة للفاکهی - نسخه متنی

محمد علی مهدوی راد

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

لمحة سريعة لفصول الكتاب


:

لم
يبوّب الفاكهي كتابه بشكل منظم ، فكان يأتي بالعنوان ويدرج تحته ما لديه من
معلومات . أمّا المتبقّي من الكتاب ـ اليوم ـ فهو يبدأ من النصوص التي
تتحدث عن الحجر الأسود وفضيلته وأحكامه ، وقد وردت هذه ضمن 15 عنواناً
و 214 حديثاً وخبراً .

تناول هذا
الفصل « الحجر الأسود » وكيفيّته وقدمه ، وآداب استلامه وزيارته ، وكيفية
استلام النساء إيّاه ، ومدى ارتفاعه عن الأرض ، والأركان الأُخرى وكيفيّتها ،
والمسح عليه بالأيدي ، والتقبيل وغيرها من آداب الأركان . تمتاز النصوص
الواردة في هذا الفصل بالدقة ، وجاءت إلى جانبها أيضاً أخبار ومواضيع تاريخية
واجتماعية مهمّة .

تحدّث في
الفصل الثاني عن مقام « الملتزم » . قال ياقوت الحموي : « الملتزم » ;
ويقال له أيضاً : « المَدْعَى » و « المتعوّذ » : هو ما بين
الحجر الأسود والباب ...
15
.

استعرض في
هذا الفصل مقام « الملتزم » مستعيناً بالأخبار والروايات ، وتحدّث عن أهميّته
وفضائله ، وعظمة الدعاء في هذا المكان والصورة التي يتم فيها ، وذكر من وقفوا
فيه موقف التضرع . ونقل أيضاً مواضيع أخرى مفيدة في هذا الباب وقد تضمّن هذا
البحث 76 حديثاً وخبراً .

اشتمل الفصل
الثالث (ج1 ، 186 ـ 368) ، وهو فصل طويل نسبياً ، على 60 بحثاً و 479 حديثاً
وخبراً عن الطواف حول الكعبة وكيفيّته . فالكعبة بناء قديم حضيَ على مرّ
العصور بتقديس واحترام الشعوب والأقوام . وكان الطواف حولها سُنّةً متّبعةً ،
إلا أن بعض التغييرات قد طرأت عليه عبر التاريخ فبدّلت من كيفيّته وأسلوب
إقامته . يتحدّث هذا الفصل عن طواف الكعبة وفضيلته وآدابه ، وكيفية القيام
بهذه العبادة المهمّة . الأحاديث والأخبار الواردة في هذا البحث نفيسة جداً
فهي تكشف لنا عن الكثير من السنن والآداب الدينية والاجتماعية التي كانت
سائدة عند الأقوام والشعوب آنذاك .

يصف
هذا الفصل كيفية الطواف ، وكيفية طواف النساء في الظروف والأزمنة المتباينة .
وكيفية طواف أصحاب النذور ; فالأشخاص الذين في رقبتهم نذر يطوفون على حالة
وهيئة خاصّة ، ويشير كذلك إلى كيفية إنهاء الطواف . والطواف نيابة عن الأحياء
أو الأموات ، وطواف الأحرار وطواف العبيد في زمن الجاهلية ، والحوادث التي
وقعت خلال الطواف في الكعبة ، وانهدام الكعبة ... الخ . وقد ورد كلُّ ذلك
بشكل مفصّل ويضم بين ثناياه الكثير من الأخبار والروايات . ونقل وفسّر في
ختامه الحديث الشريف : « لا تُغزى مكة بعد الفتح » .

وفي الفصل الرابع
(ج1 ، 368 ـ 438) تناول وجوب الحج من خلال استعراضه لـ 17 بحثاً ، ونقله لـ
187 حديثاً وخبراً دُرجت تحت عنوان « فريضة الحجّ » ، وأوضح أهمية هذه
الشَعيرة الإلهية الكبرى من خلال تفسيره للآية : {ومَن كفر فإن الله غنيّ عن العالمين } . واستعرض مواضيع شتّى ضمن عناوين
متعددة : كاستطاعة الحجّ ، والزاد والراحلة في الحجّ ، وحجّ صغار السن ،
وفضيلة السير إلى الحجّ ، والنتائج السيئة المترتّبة على ترك الحجّ ، ومكانة
الزائر لبيت الله ، والمغفرة لذنوب الحجّاج ، وفضل الحاج يوم القيامة الذي
زار بيت الله وهو عارف بأهمية تلك الزيارة وما لها من حرمة .

يمتاز هذا
الفصل على غيره بما فيه من جوانب فقهية وأبعاد أخلاقية . وفيه نصوص تلفت
النظر للتعرّف على فتاوى الفقهاء في صدر الإسلام . ويشتمل أيضاً على أحاديث
تستوجب الاهتمام في آداب الزيارة وما ينبغي أن يتحلّى به الزائر من صفات .
وتمثل خاتمة الفصل عرضاً لضرورة المسارعة في أداء فريضة الحجِّ واجتناب
التهاون فيها .

تحدّث مؤلّف
الكتاب في الفصل الخامس ، وهو الفصل الأخير في المجلّد الأوّل (440 ـ 481) عن
مقام إبراهيم وفضيلته ، وأشار أثناء ذلك إلى قيام إبراهيم في المقام ، والأثر
الذي يمكن مشاهدته عليه ، والجلوس خلف مَقام إبراهيم والصلاة فيه ، والبيعة
بين الركن والمقام وسوى ذلك من الأمور الأخرى المتعلّقة فيه . ويضم هذا الفصل
بين ثناياه نُصوصاً تاريخية على قدر كبير من الأهمية . ويلاحظ في هذا الفصل
وجود أحاديث تتحدث عن الإمام المهدي (عج) من جملتها الرواية التالية
:

«
يبايع المهدي بين الحجر والمقام على عدّة أهل بدر ، ثلاثمائة وثلاثة
عشر »
16
.

يتناول الفصل
السادس (ج2 ، 5 ـ 86) بئر زمزم وكيفيته وتاريخه والفصول التاريخية التي
تناوبته على مرّ الزمن . يركّز هذا الفصل على النمط الذي يتمّ به حفر بئر
زمزم للمرّة الأولى ، وطريقة الاستفادة منه في الأدوار التاريخية المتعاقبة .
وفيه أيضاً نصوص وأخبار عن قدسيّة ماء زمزم عند الشعوب ، وسقيه وحمله للمرضى
للاستشفاء به . وفي هذا الفصل أيضاً وردت أسماء زمزم والعيون المتكونة منه
وكيفية البناء عليه . ومن الأخبار التي يمكن العثور عليها في هذا الفصل هي
الأخبار المتعلّقة ببئر زمزم ومكانته ، ومن الذي كان يتولى أمره والحفاظ عليه
على مرّ الدهر وتعاقب الدول . تندرج المواضيع والأخبار المختصّة بزمزم خلال
الأدوار التاريخية تحت 19 عنواناً يضم 129 حديثاً وخبراً . فقد كان لزمزم
وكيفية الاستسقاء منه على مرّ التاريخ دورٌ لا يُستهان به في بناء التركيب
السياسي والاجتماعي لنظام القبيلة في تلك الربوع آنذاك . وتشتمل تلك الأخبار
على مواضيع مهمّة عن أهمية ودور ذلك المقام في المسائل المذكورة .

ويُعدّ الفصل
السابع (ج2 ، 86 ـ 209) من الفصول المهمّة في الكتاب . يشرح هذا الفصل ما
يتعلق بالمسجد الحرام وفضله وأحكامه . وفيه أيضاً ذكر للحدود الدقيقة لأبعاده
والصورة التي كان عليها بناؤه الأول ، وما أُضيف عليه إلى عهد الفاكهي ، ومن
المواضيع المهمّة التي وردت في هذا الفصل هي الصلاة في المسجد الحرام
وأحكامها والنوم فيه ، والآراء التي طرحها علماء وفقهاء ذلك العصر ، وكذلك
كيفية استفادة المسلمين من المسجد الحرام في ذلك اليوم . وفضيلة الأذان ،
والمؤذن الذي عُيّن فيه . وتحدّث كذلك عن حكم الاعتكاف ، وما يجوز وما لا
يجوز فيه من أنواع التصرّفات والأعمال . ثمّ ذكر الإضافات التي ألحقت به
وفقاً لترتيبها التاريخي ، مع وصف دقيق لبناء المسجد والمسافات والفواصل التي
كانت موجودة في ذلك الحين ، مضيفاً إليها ما كان موجوداً من قناديل وزينة
ومنائر وبيوت متّصلة به .

وهذا الفصل
هو من الفصول التي ينبغي الاهتمام بها ; نظراً لما يحتويه من مواضيع فقهية
وتاريخية واجتماعية مهمّة ، كان لها دورها في تاريخ الإسلام وفي معرفة دور
المسجد الحرام في التحوّلات السياسية التي حصلت في صدر
الإسلام .

وتطرق الفصل
الثامن من الكتاب إلى موضوع السعي بين الصفا والمروة ، وما ورد في التاريخ
بشأن هذين الجبلين ، والبداية والنهاية المفروضة للسعي بينهما والأحكام
والحدود الخاصة بهما .

ورد
في هذا الفصل 16 بحثاً و 17 حديثاً كلها مخصصة لوصف البناء الذي كان قد أُقيم
فوق الفسحة الفاصلة بين الصفا والمروة ، والدور التي كانت متّصلة به ، وطواف
أهل الجاهلية والأشعار والأقوال التي كانوا يردّدونها أثناء السعي ، والأصنام
التي كانت موضوعة على الصفا والمروة ، والمسافة الفاصلة بينهما ، إن لنصوص
هذا الفصل أهمية خاصّة من الوجهة التاريخية ; لأنها تعين على معرفة بعض آداب
ومعتقدات العصر الجاهلي وأحد مظاهره العبادية المتمثّلة بالسعي بين الصفا
والمروة .

ويُعَدّ
الفصل التاسع (ج2 ، 246 ـ 385 و ج3 ، 1 ـ 149) من الفصول الطويلة في الكتاب
ويحوز أهمية قصوى بسبب ما يتضمنه من ترسيم لحدود الحرم ، وكيفية تحريم الحرم
ونصب العلائم الدّالة على تلك الحدود وتغييرها على مرّ التاريخ ، ومن ثم ذكره
لأسماء مكّة ، والخلفاء الذين سكنوها والصحابة الذين توفّوا فيها . وقد ورد
في هذا الفصل ذكر مجاورة مكّة وفضل الصبر على البلايا والمكاره التي تحفّ بمن
يختار سكناها .

يحتل هذا
الفصل مكانة هامّة بين فصول الكتاب ، فهو يتحدث عن قيام عبد الله بن الزبير
ومعاركه ، وما جرى فيها على أهل مكّة ; ولهذا فهو مفيد من الناحية السياسية
والاجتماعية والثقافية .

واختصّت
الصفحات الأُخرى في هذا الفصل لتبيان الحوادث الطبيعية والوقائع السياسيّة
التي شهدتها مكّة ، والآداب والسُنن التي تطبع ساكنيها . وفيه أيضاً أخبار
مثيرة وجذّابة عن الحفلات ومجالس الأنس والشراب والطرب التي دأب الناس على
إقامتها فيها .

ويضمّ هذا
الفصل بين طيّاته أيضاً أخباراً عن مكّة وأهلها في نظر الآخرين ، والأهمية
والقداسة التي كانت توليها بقية المدن والأمصار والقبائل لأهل مكّة ،
والأشعار التي وصفوهم بها ، وأخباراً أخرى عن الزهاد والقُضاة والعلماء
والعباد والأمراء الذين عاشوا فيها ، والكيفية التي كان أهل مكّة يقرأون بها
القرآن وآداب ختمه عندهم ، والطريقة التي كانوا يلبّون بها حين وصولهم إلى «
والضحى » عند قراءة القرآن .

وجاء في
صفحات الكتاب الأخرى ذكر جدّة وأحوالها وأخبارها ، وفضيلة الموت فيها ، وكذلك
أشار إلى « البطحاء » و « الأبطح » وموقعها الدقيق في مكّة ، وذكر من
كانت أسماؤهم وكناهم على اسم الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم)وكنيته من أهل
مكة .

ينتهي هذا
الفصل بذكر الخطب التي ألقيت في اجتماعات مكّة ، كخطبة أبي ذر ، وعتبة بن
سفيان ، والحجّاج بن يوسف ، وداود بن علي بن عبد الله و ... الخ وهي خطب تفضي
بنا إلى معرفة الكثير من الأحوال السياسية والأوضاع الاجتماعية التي كانت
سائدة آنذاك .



أما
الفصل العاشر (ج2 ، 157 ـ 208) فهو تحت عنوان « باب جامع من أخبار مكّة في
الإسلام » ويختص بذكر الأخبار والمواضيع حول إدارة مكّة في الجاهلية والإسلام
، وفيه عناوين فرعية نذكر فيما يلي بعضها على سبيل المثال وهي : ولاة
مكّة من الذين ماتوا فيها ، ولاة مكّة من قريش وسواها وبعض أعمالهم وسيرتهم ،
قضاة مكّة من قُرشيّ الطائف ، وسكن قبيلة ثقيف فيها ... الخ
.

الفصل الحادي
عشر (208 ـ 243) وهو فصل قصير إلاّ أنه طريف وحريّ بأن يُقرأ ، وقد جرى فيه
الحديث عن الأوائل في مكّة من أمثال : إنَّ أوّل من ضرب الدينار والدرهم هو
آدم (3 : 208) ، وإنَّ أوّل من اتّخذ للخطابة منبراً هو إبراهيم (3 : 209) و
... الخ . وقد كتب محقّق الكتاب عن هذا الفصل ما يلي :

يُعَدُّ هذا
الفصل من الفصول الطريفة والمهمّة في كتاب الفاكهي ، فقد بذل جُهداً واسعاً
في جمعه وترتيبه ، وهو ما يؤشر على سعة اطّلاعه ومراجعته لمختلف المصادر .
فالفاكهي هو الوحيد من بين مؤرّخي مكّة الذي عالج هذا الموضوع ، وقد نقل في
هذا الفصل 62 حديثاً وخبراً
17
.

الفصل الثاني
عشر (243 ـ 259) وهو أيضاً فصل قصير تطرق فيه للأحكام الشرعية للبيع والإجارة
وامتلاك البيوت في مكّة وبناء البيوت فيها . وتحدّث فيه أيضاً عمَّن يتمكّن
من بناء دار هناك والسكن فيها ، وعَمَّن لا يتمكن من الإقامة فيها ، وجاء كل
ذلك في 41 حديثاً ونصّاً .

الفصل الثالث
عشر (ج3 ، 283 ـ 353) وهو من الفصول الطويلة والمهمة في هذا الكتاب ، فهو
يزوّدنا بمعلومات مهمّة ودقيقة عن القبائل والبطون التي سكنت مكّة ، وعن
الجوانب المتعلّقة بالحياة الاجتماعية والقبلية التي كانت سائدة في تلك
الربوع آنذاك .

وجاء في هذا
الفصل على ذكر حارات مكّة وأحيائها وأجواء الحياة القبلية فيها ، وأسماء
الدور والأحداث التاريخية التي شهدتها مكّة في ذلك الزمن ، وكلّها مواضيع
جذّابة وتستحق القراءة ، وذكر فيه أوّل من قسّم الأراضي على القبائل وجعل
لكلّ بطن محلّة خاصة بها ، وفَصل بيوت كلّ قبيلة وحدودها ، فهو قد ذكر على
سبيل المثال بيوت أبناء عبد المطلب بشكل دقيق (ج3 ، 263 ـ 303) . وقد وردت في
طيات الكتاب نصوص ومعلومات تاريخية جمّة منها الحوادث التي وقعت في هذه
الأحياء والبيوت ، وعقود البيع والشراء التي حصلت فيما بينهم ، ومن تحالف مع
هذه الأحياء والدور ، والأمور التي تصدّى لها وجوه القوم والشخصيات البارزة
لتلك القبائل والبطون .

يُختتم الجزء
الثالث بالفصل الرابع عشر (353 ـ 392) ، ويضمّ معلومات دقيقة عن حدود مكّة
وتهامة ، وحكم طرد المسلم من مكّة ، وحكم القاتل الذي التجأ إلى الحرم ،
والأشجار التي يجوز قطعها في الحرم والاستفادة منها ، وحكم الصيد في الحرم
ومقدار كفّارته ، والحيوانات التي يجوز قتلها في الحرم و ... الخ
.

وجاء في
الفصل الخامس عشر (ج4 ، 5 ـ 96) ذكر الأماكن التي تُستحب فيها الصلاة ، وهي
بعض المساجد من أمثال : المسجد الموجود في «دار الأرقم» ، ومسجد في
«عرفة» ، و «مسجد الكبش» ، و «مسجد البيعة» ، و «مسجد ذي طُوى» ، ومسجد في
«جبل النور» «جبل حراء» ، ومسجد قرب شعب أبي طالب و ... الخ . وذكر فيه أيضاً
مقبرة مكّة في زمن الجاهلية ، ومقبرة المهاجرين ، وآثار النبي والصحابة ،
واستعرض أيضاً جبال وبقاع مكّة . وبمناسبة ذكر القبور، أورد روايات مهمّة
بشأن زيارتها ، من جملتها :

قال
رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) : « زوروا القبور فإنّها تذكركم الموت
»
18
.

وأشار في هذا
الفصل أيضاً إلى وادي «محصّب»
19
وحدوده والنصوص الواردة بشأنه ، وأورد الإشارة هنا إلى أنّ «محصّب» أرض واقعة
على مسير مكّة باتجاه منى وهنالك اختلاف في تحديد حدودها ، ويَعدُّ أهلُ
السُنّة قيامَ الليل فيها بعد العودة من منى ، مستحباً .

يتولى الفصل
السادس عشر (ج4 ، 96 ـ 128) الحديث عمّا كان في مكّة من آبار وعيون وبُرَك
وأحواض في زمن الجاهلية والإسلام ، وهو فصل يسترعي الاهتمام بسبب ما يحتويه
من لمحات اقتصادية واجتماعية ، وفيه إجابات مفصّلة عن الأسئلة المطروحة بشأن
الأشخاص الذين فطروا تلك الآبار والعيون ، وكيفية استثمار الناس لتلك
الينابيع ; وما هي الدوافع والمقاصد التي كانت وراء حفر تلك الآبار ؟ وما هي
مكانة القبائل أو الأشخاص الذين كانوا يبادرون لمثل هذه الأعمال ؟ وما هي
أهميّة بئر زمزم بين كل تلك الآبار ؟ وما هي الآبار التي تمّ حفرها ،
والينابيع التي اُستُثمرت ، والعيون التي تدفقت بعد انبثاق الإسلام ؟ وتجدر
الإشارة إلى أن كل ذلك جاء منظوماً على هيئة الأشعار والقصص التي تحكي كيفية
الاستفادة من تلك المصادر المائية ، وهي مفيدة لمن أراد التعرّف على الآداب
والرسوم والسنن التي كانت سائدة في العصر الجاهلي في محيط مكّة .

ركّز الفصل
السابع عشر (ج4 ، 129 ـ 246) على ذكر الطرق والشوارع والوديان ومجاري السيل
والأماكن التاريخية التي كانت قائمة في مكّة ، والمداخل والمخارج والجبال
المتصلة بالحرم ، والأماكن التاريخية التي دارت فوقها الأحداث والوقائع
المهمة .

وكما ذكرنا
مراراً بأنّ الفاكهي لم يكتف بذكر الأماكن والأحداث ، بل كان يبين كل ما يمت
إلى ذلك الموضوع بصلة . فهو قد ذكر على سبيل المثال قمّة أحد الجبال بمناسبة
حديثه عن الجبال ، وقال : إنها تُنسب إلى أحد المكيين ، وأشار أيضاً إلى ذهاب
النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى ذلك المكان وما حصل فيه من مبايعة
الرجال والنساء له ، ووصف ذلك الموقف بالتفصيل ذاكراً ما جرى فيه بالشكل
التالي :

أخبرني عبد
الله بن عثمان بن خُثَيم ، أن محمد بن الأسود بن خلف أخبره ، أنّ أباه الأسود
حضر النبيّ (صلى الله عليه وآله وسلم) يبايع الناس يوم الفتح ، قال : جلس عند
قرن مصقلة .

قال
: وقرن مصقلة الذي إليه بيوت ابن أبي ثُمامة ، وهي دار ابن سُمرة ، وما حولها
.

قال
الأسود : فرأيتُ النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) جلس إليه ، فجاءه الناسُ
الصغار والكبار ، والرجال والنساء ، يبايعونه على الإسلام والشهادة . قال :
قلتُ : وما الشهادة ؟ قال : أخبرني محمد بن الأسود أنّه (صلى الله عليه وآله
وسلم) بايعهم على الإيمان بالله ، والشهادة : لا إله إلاّ الله
20 .

كتب
في هذا الفصل أيضاً ـ وبمناسبة الحديث عن «شعب البيعة» عن بيعة العقبة ،
وأسهب في وصف من شهدها وكيفية حصول تلك الواقعة وما جرى خلالها ، ولا يخلو
هذا الموضوع من الأهمية بسبب ما يحتويه من جوانب تاريخية مهمّة تساعد على
معرفة الظروف التي سهّلت هجرة الرسول (صلى الله عليه وآله وسلم) إلى المدينة
المنوّرة .

خصص
الفصل الثامن عشر (246 ـ 311) للحديث عن منى وما يتعلق بها ، وما لها من
فضيلة ومكانة ، وحدودها وأحكامها ، وكيفية رمي الجمرات ، والطرق المؤديّة
إليها . ومنازل النبيّ والخلفاء فيها ، ومسجد خيف وما يمتاز به من فضائل ،
والمواضيع المتعلّقة به كالعبادة وقيام الليل فيه ، وكذلك أحكام رمي الجمرات
، وما جاء في أدب العرب عن منى وما يرتبط بها .

ومن
المواضيع الأخرى التي تطرّق إليها هذا الفصل هو مسجد «الكبش» وفضيلته
والأخبار التي وردت فيه ، وأوّل من رمى الجمرات ، ورمي جمار إبراهيم (عليه
السلام) باعتبارها سُنّة قديمة ، والدعاء والذكر أثناء الرمي ، واسم مقبرة
منى ، وأوّل من نصب صنماً في هذه البقعة ، ومساحة مُنى ومدى طولها
وعرضها، ومساحة مسجدها .

ينتهي المجلد
الرابع بالفصل التاسع عشر (311 ـ 329) وفيه جرى التركيز على المزدلفة ، ووجه
تسميتها ، وفضيلتها ، وأحكامها ، والطرق المؤديّة إليها . وتحدّث هذا الفصل
أيضاً عن قُزَح (وهو جبل قليل الإرتفاع في جنوب شرقي مزدلفة ويشرف على مسجد
المشعر الحرام) والمشعر الحرام ومسجد المشعر الحرام ، والمسافة الفاصلة بينه
وبين عرفات . تتسم النُصوص والمعلومات الواردة في هذا الفصل بالدقّة والطرافة
والأهمية .

أما
الفصل العشرون من الكتاب (ج5 ، 5 ـ 54) فهو مكرّس للحديث عن عرفة وحدودها
وفضيلتها وأحكامها ، ووصف مسجدها ، وفضيلة الدعاء في عرفة والصوم فيها ،
ووقوف النبيّ فيها قبل وبعد الهجرة . وتولى هذا الفصل أيضاً بيان سبب تسمية
تلك الأرض باسم عرفة ، ووصف منبرها والبعد الفاصل بينه وبين المسجد الحرام ،
وذكر بالمناسبة قبر «ميمونة» زوجة رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم)ومحلّه
في أطراف مكّة .

الفصل الحادي
والعشرون (57 ـ 106) وهو الفصل الأخير من الكتاب ، ويبيّن بعض الأماكن
المعروفة الواقعة على مقربة من مكّة من أمثال مسجد التنعيم وما له من فضائل
وما ورد فيه من أخبار ، ومسجد الجعرانة ، ومسجد الحديبية ، وأخبار عن عدد
العمرات التي أدّاها النبيُّ (صلى الله عليه وآله وسلم) . والمدن والقرى
الواقعة في أطراف مكّة التي كانت تتبع سلطة والي مكّة ، والمناطق التي وطأتها
أقدام النبيِّ وأصحابه في الغزوات و ... الخ .

إنّ
نظرة سريعة على الفصول الذهبية لكتاب الفاكهي تظهر لنا وبكلّ وضوح مدى
الأهمية والمنزلة السامية التي يحتلّها هذا الكتاب في تاريخ الإسلام ومكّة ،
ودوره في التعرّف على الحوادث التي وقعت في صدر الإسلام . ولا يقتصر كتاب
الفاكهي على سرد تاريخ مكّة فحسب ، بل ويتعدّاه أيضاً إلى تدوين تاريخ
السياسة والثقافة والأدب والاعتقادات والسُنَن التي كانت سائدة في مكّة أثناء
العصر الجاهلي ، وبداية ظهور الإسلام . إن استقراء الجوانب المختلفة لذلك
الكتاب تظهر لنا وبكلّ وضوح بأنّه كتاب لا يستغني عنه أيُّ محقّق أو مؤرّخ أو
فقيه أو مفسّر أو محدّث أو باحث راغب في إدراك حقائق الإسلام عن طريق البحث
والدراسة .

وكما ذكرنا
سابقاً فإن الفاكهي لم يبوّب الكتاب ، والفصول الآنفة على أساس التقسين الذي
أوجده المحقّق الجاد والبارع للكتاب .

/ 10