وإن صفح الناس عمن اتصف بتلك السمات لا يمس بكرامته، ولا يغض من مقامه، بل يعود وباله على من أعرض عنه، لأنه انما أعرض عن حظه من العدل والصلاح والهداية والفلاح.
علم الإمام الحضوري من طرق العقل
علم الإمام الحضوري
من طرق العقل
الطريق الأول:
الحضوري أنفع للأمة
لقد قامت الحجج النيرة والبراهين العقلية، على ان الرسول لا بد له من خليفة يجمع شمل الأمّة، لئلا تتفرق عن الحق، بعد اجتماعها عليه. وهل يجمع شملها إلا ذلك القائم مقام الرسول؟
كما دلت البراهين على أنّ الخليفة لابد وأن يتحلى بالصفات التي تؤهله لان يقوم مقام صاحب الرسالة، لئلا يعجز عن إدارة شؤون الأمّة، وعن دحض مزاعم أهل الأهواء الفاسدة، والعقائد الباطلة، بالبراهين القاطعة والحجج الحقة. فإن عجز عادت الأمَّة شيعاً وشعباً، ومللاً ونحلاً.
وكما دلت على أن يكون له من العلم، بمقدار ما يمكن أن يمتد إليه سلطانه، ويهيمن عليه نظام الشريعة. ولا يمكن أن يخيِّم العدل والإصلاح والأمن، وذلك النظام على كرة الأرض ما لم يكن لذلك القائم بالأمر علم بما يحدث في هاتيك البقاع والأصقاع.
ولا بد أن يكون علمه بالحوادث: كعلمه في سائر الفنون والاديان والمعارف والأحكام. وكيف لا يكون بهذه الصفة وهو الحجة على العالم، والمؤدي عن صاحب الدعوة، والقائم بوظيفته.