المقدمة
كانت ولا زالت العقيدة هي جوهر الصراع الفكري على مر التاريخالإسلامي غير أن ما يجب التوقف فيه هو تحديد ماهية العقيدة وفصلها أو
التفرقة بينها وبين ما أدخل عليها وعلق بها وصار جزءا منها.إذن ما هي العقيدة..؟ وما الذي علق بها..؟إن تحديد ماهية العقيدة سوف يحدد تلقائيا ما علق بها. فإذا كان الإيمان
هو المصطلح المرادف للعقيدة أو هو التعريف اللغوي الأدق لهذه الكلمة، فقد
تبين لنا أن المسألة تتعلق بالأصول، أي أن الاعتقاد يرتبط بالأصول فعلى هذه
الأصول يجب أن يثبت العقل ولا يحيد وإلا كان مرتدا. أما ما دون ذلك فهو
محل أخذ ورد واتفاق واختلاف وقبول ورفض.فإذا كان الأمر كذلك فمن يأتي الاختلاف..؟والجواب: إن الاختلاف يأتي عندما يكون هناك انحراف عن الأصول. أو
عند تغليب الفروع على الأصول. أو عند تغليب أقوال الرجال على النصوص
وهذا هو جوهر القضية ومحور الصراع وأساس الخلاف.. الفروع وأقوال
الرجال..ولو تجرد المسلمون في خلافاتهم واحتكموا إلى النصوص لحسم
الخلاف لكنهم غلبوا الفروع وأقوال الرجال وتناسوا النصوص وهي الأصل
فكانت النتيجة هي التباعد وزيادة النفور والشقاق..