بوضوح عندما نعلم ماهية الأسلحة التي تشهرها السنة في وجه الشيعة وماهية
التهم التي تلقى عليها من قبلها..إن التهمة الأساسية التي توجهها السنة للشيعة على مر الزمان هي فساد
العقيدة. فالسنة يعتبرون أنفسهم الفرقة الناجية وما دونهم من الفرق والاتجاهات
هلكى لفساد معتقداتهم وفي مقدمتهم الشيعة..فعلى أي أساس بنت السنة موقفها هذا..؟إن الإجابة على هذا السؤال تقتضي منا أن نعرف العقيدة في منظور السنة،
كما يقتضي منا أن نعرف العقيدة عند الطرف الآخر المتهم وهو الشيعة.. وهذا
هو مدار البحث في هذا الكتاب، التعريف بالعقيدة لدى الطرفين ثم الخروج
بنتيجة مطلوبة هي مدى قرب عقيدة أي من الطرفين من المفهوم الحقيقي للعقيدة..وهذه الدراسة المقارنة محاولة لحسم هذا الخلاف بين الطرفين وتحقيق
الاستقرار الفكري في الوسط الإسلامي. ذلك الاستقرار الذي ينشده الجميع
والذي يعد أولى الخطوات نحو انطلاقة إسلامية ثابتة واعية في وسط عالم
سقطت فيه كل الايديولوجيات البشرية ولم يبق في مواجهة الإسلام إلا
الصهيونية اليهودية تكشر عن أنيابها وتجهز جيوشها بمشاركة الغرب الصليبي
وبعونه ومدده..
صالح الورداني ص. ب. 163 / 11794رمسيس القاهرة