المقدمة الثالثة: أهمية البحث عن الإمامةوالبحث عن الإمامة بحث في غاية الحساسيّة والأهميّة، لأنّنا نرى وجوب معرفة الإمام، وعندما نبحث عن الإمام وتعيين الإمام بعد رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ، نريد أن نعرف الحقّ في هذه المسألة الخلافية، ثمّ لنتّخذه قدوةً واُسوة، لنقتدي به في جميع شؤوننا، وفي جميع أدوار حياتنا.إنّما نريد أن نعرفه ولنجعله واسطة بيننا وبين ربّنا، بحيث لو سئلنا في يوم القيامة عن الإمام، بحيث لو سئلنا يوم القيامة لماذا فعلت كذا؟ لماذا تركت كذا؟ أقول: قال إمامي إفعل كذا، قال إمامي لا تفعل كذا، فحينئذ ينقطع السؤال.عندما نريد البحث عن الإمام لهذه الغاية، فبالحقيقة يكون البحث عن الإمام والإمامة بحثاً عن الواسطة والوساطة بين الخالق والمخلوق، نريد أنْ نجعله واسطة بيننا وبين ربّنا، نريد أن نحتجّ بما وصلنا وبلغنا من أقواله وأفعاله في يوم القيامة على الله سبحانه وتعالى، أو نعتذر أمامه في كلّ فعل أو ترك صدر منّا وسألنا عنه، فنعتذر بأنّه قول إمامنا أو فعل إمامنا، وهكذا بلغنا ووصلنا عنه، هذا هو ـ في الحقيقة ـ لبّ البحث عن الإمامة.إذن، يظهر أنّ البحث عن الإمامة بحث مهمّ جدّاً، لأنّ الإمام حينئذ يكون كالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) واسطةً بيننا وبين ربّنا عند فقد النبي.أمّا أنْ يكون الإمام حاكماً بالفعل أو لا يكون حاكماً، أنْ يكون مبسوط اليد أو لا