مذهبنا ومذهب جمهور العماء. وقال الخفاجي في شرح «الشفاء: ج3، ص171»: إستقبال وجهه (صلى الله عليه وآله وسلم)وإستدبار القبلة مذهب الشافعي والجمهور، ونُقل عن أبي حنيفة، وقال ابن الهمام: ما نُقل عن أبي حنيفة أنَّه يستقبل القبلة مردودٌ بما روي عن ابن عمران: من السنَّة أن يستقبل القبر المكرَّم ويجعل ظهره للقبلة، وهو الصحيح من مذهب أبي حنيفة، وقول الكرماني: إنَّ مذهبه بخلافه ليس بشيء; لانّه (صلى الله عليه وآله وسلم) حيٌّ في ضريحه يعلم بزائره، ومَن يأتيه في حياته إنّما يتوجَّه إليه. وقال في شرح قول ابن أبي مليكة(1) (مَنْ أحبّ أن يكون وجاه النبيِّ (صلى الله عليه وآله وسلم)فيجعل القنديل الذي في القبلة عند القبر على رأسه): هو إرشادٌ لكيفيَّة الزيارة، و أن يكون بينه وبين القبر فاصلٌ. فقيل: إنَّه يبعد عنه بمقدار أربعة أذرع، وقيل: ثلاثة وهذا على أنَّ البعد أولى وأليق بالادب كما كان في حياته (صلى الله عليه وآله وسلم)، وعليه الاكثر، وذهب بعض المالكيَّة إلى أنَّ القرب أولى. وقيل: يعامل معاملته في حياته، فيختلف ذلك بإختلاف الناس، وهذا بإعتبار ما كان في العصر الاوَّل، وأمّا اليوم فعليه مقصورةٌ تمنع من دنوِّ الزائر فيقف عند الشبّاك.
(1) عبدالله بن عبيدالله المتوفّى 117هـ، أخرج له أصحاب الصاح الستّ. «المؤلّف».