الإثبات من جهتين: - رجعة نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

رجعة - نسخه متنی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

الإثبات من جهتين:

1
ـ إن فكرة الرجعة ليست فقط لا تتصادم مع
جانب من جوانب العقيدة الإسلامية، بل إنها
تعطي تعميقاً وتفعيلاً وزخماً أكبر
لاُصول الدين الخمسة، فهي مظهر يجسد قدرة
الله سبحانه وتعالى المطلقة، وعدالة خط
النبوات، وفاعلية الإمامة، وواقعية
المعاد ليوم القيامة.


2
ـ إن هذه الفكرة لها تطبيقات في الاُمم
والنبوات السابقة على الإسلام وقد حكى
القرآن الكريم هذه التطبيقات بنحو مؤكد ،
مما يدلّل بوضوح على أن فكرة الرجعة ليست
أنها لا تتصادم مع العقيدة الإسلامية
فحسب، بل إنها من متطلباتها ومستلزماتها ،
ذلك أن القرآن الكريم لا يحدّث بما ينافي
التوحيد، بل لا يأتي إلاّ بما يدعم قضية
التوحيد ويؤكد على ما فيه ، والملاحظ
للقرآن الكريم يجد أنه لا يكتفي بإشارة
عابرة واحدة الى حصول مسألة الرجعة
وتحققها في الاُمم السابقة على الاسلام،
بل يكرر هذه الإشارة بالنحو الذي يفيد أنه
يريد التأكيد عليها، مما يدل على أن فكرة
الرجعة تعود بنفع مؤكد على التوحيد. ففي
سورة البقرة نقرأ قوله تعالى: ( ألم
ترَ الى الذين خرجوا من ديارهم وهم اُلوف
حذر الموت فقال لهم الله موتوا ثمّ أحياهم
إن الله لذو فضل على الناس ولكن أكثر الناس
لا يشكرون) [4] .


فقد
روى المفسرون، ومنهم ابن جرير الطبري، عدة
روايات عن ابن عباس ووهب بن منبه ومجاهد
والسدّي وعطاء أنها في شأن قوم من بني
إسرائيل هربوا من طاعون وقع في قريتهم
فأماتهم الله ومرّ بهم نبي اسمه «حزقيل»
فوقف متفكراً في أمرهم، وكانت قد بليت
أجسادهم، فأوحى الله إليه، أتريد أن اُريك
فيهم كيف اُحييهم ؟ فأحياهم له وروى
السيوطي مثل ذلك [5] .


ونقرأ
أيضاً قوله تعالى: ( وإذ
قلتم يا موسى لن نؤمن لك حتى نرى الله جهرة
فأخذتكم الصاعقة وأنتم تنظرون، ثم
بعثناكم من بعد موتكم لعلكم تشكرون) [6] وفيها روى المفسرون ـ
ومنهم الطبري ـ أنهم ماتوا جميعاً بعد
قولهم ذلك وأن موسى لم يزل يناشد ربه عزّ
وجل ويطلب إليه حتى رد إليهم أرواحهم [7] .


ونقرأ
أيضاً قوله تعالى: ( أو
كالذي مرّ على قرية وهي خاوية على عروشها
قال أنّى يحيي هذه الله بعد موتها فأماته
الله مائة عام ثم بعثه قال كم لبثت قال
لبثت يوماً أو بعض يوم قال بل لبثت مائة
عام فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنّه
وانظر الى حمارك ولنجعلك آيةً للناس وانظر
الى العظام كيف ننشزها ثم نكسوها لحماً
فلما تبيّن له قال أعلم أنّ الله على كل
شيء قدير) [8] .


وقد
ذكر المفسرون ـ ومنهم الطبري ـ عدداً من
الروايات تفيد أنه عزير أو أرميا مرّ على
بيت المقدس بعد أن خربها نبوخذنصر ، فأراه
الله قدرته على ذلك بضربه المثل له في نفسه
بالصورة التي قصتها الآية [9] .


وهناك
آيات اُخرى تثبت وقوع الرجعة بعد الموت
إذا شاء الله ذلك في الإنسان والحيوان،
منها الآيات:


(فَقُلْنَا اضْرِبُوهُ
بِبَعْضِهَا كَذلِكَ يُحْيِي اللّهُ
الْمَوْتَى وَيُرِيكُمْ آيَاتِهِ
لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ) [10] .


(وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبّ
أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ
أَوَلَمْ تُؤْمِن قَالَ بَلَى وَلكِن
لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ
أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ فَصُرْهُنَّ
إِلَيْكَ ثُمَّ اجْعَلْ عَلَى كُلِّ
جَبَل مِنْهُنَّ جُزْءاً ثُمَّ
ادْعُهُنَّ يَأْتِيَنكَ سَعْياً
وَاعْلَمْ أَنَّ اللّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ) [11] .


(إِذْ قَالَ اللّهُ يَا عِيسَى
إِنِّي مُتَوَفِّيكَ وَرَافِعُكَ
إِلَيَّ وَمُطَهِّرُكَ مِنَ الَّذِينَ
كَفَرُوا وَجَاعِلُ الَّذِينَ
اتَّبَعُوكَ فَوْقَ الَّذِينَ كَفَرُوا
إِلَى يَوْمِ الْقِيَامَةِ ثُمَّ إِلَيَّ
مَرْجِعُكُمْ فَأَحْكُمُ بَيْنَكُمْ
فِيَما كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ) [12] .


(مَا قُلْتُ لَهُمْ إِلاَّ مَا
أَمَرْتَنِي بِهِ أَنِ اعْبُدُوا اللّهَ
رَبِّي وَرَبَّكُمْ وَكُنتُ عَلَيْهِمْ
شَهِيداً مَا دُمْتُ فِيهِمْ فَلَمَّا
تَوَفَّيْتَنِي كُنتَ أَنْتَ الرَّقِيبَ
عَلَيْهِمْ وَأَنْتَ عَلَى كُلِّ شَيْء شَهيدٌ) [13] .


ومن
مجموع ذلك نلاحظ تركيز القرآن الكريم على
هذا المفهوم من خلال تأكيد وقوعه مرّة بعد
اُخرى، وفي أطوار مختلفة في استعراض وقائع
حصلت في الاُمم السابقة الأمر الذي لابدّ
وأن يكون من ورائه غرض يرمي القرآن الكريم
الى تحقيقه، ولابدّ أن يكون ذلك الغرض مما
يعود الى قضية التوحيد والعقيدة بالنفع
على نحو التعميق والتأكيد.


ج
ـ مرحلة إثبات وقوع الرجعة في مستقبل
الاُمة الإسلامية ، لأن الإمكان شيء
والوقوع شيء آخر.


فهل
في القرآن الكريم وسنّة الرسول(صلى الله
عليه وآله) ما يدل على أن الاُمة الإسلامية
ستشهد تحقق الرجعة في مستقبل أيامها؟


يجيب
المؤمنون بالرجعة على هذا السؤال
بالإيجاب وبنحو قاطع، اعتماداً على عدد من
الآيات القرآنية والأحاديث النبوية
الشريفة وهي:


1
ـ قوله تعالى: ( ويوم نحشر
من كل اُمة فوجاً ممن يكذب بآياتنا فهم
يوزعون) [14] ،
فهذه الآية تتحدث عن حشر سوف يكون لبعض
الناس، ومثل هذا الحشر لا يمكن أن يكون حشر
يوم القيامة، لأن الحشر فيه يكون عامّاً،
فما معنى التخصيص ببعض الناس؟ خاصة وأن
القرآن الكريم يذكر بعد ثلاث آيات من هذه
الآية يوم القيامة بقوله: ( ويوم
ينفخ في الصور ففزع من في السموات ومن في
الأرض إلا من شاء الله وكل أتوه داخرين)
فعلامات يوم القيامة واضحة في هذه الآية
دون تلك، ولو كانت الآية السابقة ليوم
القيامة أيضاً لكانت الآية اللاحقة
تكراراً بلا وجه.


2
ـ قوله تعالى: ( كيف تكفرون
بالله وكنتم أمواتاً فأحياكم ثم يميتكم ثم
يحييكم ثم اليه ترجعون) [15] ووجه الاستدلال أنه تعالى
ذكر حياتين للإنسان وبعدهما رجوع إليه،
الحياة الاُولى هي الحياة الدنيا،
والحياة الثانية ( ثم
يحييكم) تكون بين الحياة الاُولى وبين
الرجوع إليه سبحانه وتعالى، ولا يمكن أن
تكون هذه إلا الرجعة.


3
ـ قوله تعالى: ( ربنا أمتّنا
اثنتين وأحييتنا اثنتين فاعترفنا بذنوبنا
فهل الى خروج من سبيل) [16] .
ووجه الاستدلال بها أن الإماتة لا تكون
إلاّ لمن سبقت له الحياة، وقولهم: (أمتنا اثنتين) يعني وقوع
إماتتين بعد حياتين، والإماتة الاُولى
معلومة، إذ هي التي تعقب حياتهم الاُولى
المعهودة، وليس ثمّة معنى لإماتة ثانية،
إلاّ أن تحقق لهم حياة ثانية، ثم يصيرون
بعدها الى الموت، فتجتمع لهم حياتين
وموتتين، كما هو في النص.


وقد
أورد المخالفون لمبدأ الرجعة لهذه الآية
تأويلين لا يستقيمان بحال:


قال
بعضهم: إنّ المعنى أنه خلقهم أمواتاً قبل
الحياة!! وهذا باطل لا يستقيم مع لغة
العرب، فالذي خلقه الله أمواتاً لا يقال
إنّه أماته.


وقال
آخرون: الموتة الثانية تكون بعد حياتهم في
القبور للمساءلة!! وهذا باطل ـ أيضاً ـ من
وجه آخر، إذ الحياة ليست للتكليف فيندم
الإنسان على ما فاته فيها، والآية تكشف عن
ندم هؤلاء على ما فاتهم في الحياتين،
فليست هي إذاً حياة المساءلة [17] .


هذه
جملة من الأدلة القرآنية على الرجعة،
وهناك عدد كبير من الأحاديث عن النبي(صلى
الله عليه وآله)وأهل بيته المعصومين(عليهم
السلام) رويت في إثبات الرجعة، ذكرها
محدثوا الإمامية ومفسروهم في مؤلفاتهم
الحديثية والتفسيرية الخاصة بهذا الموضوع [18] .


هذه
جملة مختصرة مما استدل به على وقوع الرجعة
في آخر الزمان، ومهما أمكن التواضع العلمي
بشأنها فإنها في الحد الأدنى تجعل الرجعة
فكرة مقبولة، وبوسع المعارض أن يعارض
بدليل، بل بوسعه المعارضة بدون دليل، ولكن
ليس مقبولاً من أحد أن يهزأ بأفكار
الآخرين وقناعاتهم التي آمنوا بها عبر
أدلة وبراهين.


/ 9