يعارضونها
وتراثهم ينطق بها
والذي
يقرأ كلمات المعارضين لمدرسة أهل البيت(عليهم
السلام) في مسألة الرجعة يتصور أنهم أبعد
ما يكونون عنها في تراثهم وخطهم
الفكري، ولكن الذي يطالع هذا التراث
ويتأمل فيه يجد فيه الشيء الكثير من هذه
الأخبار والروايات، والتي تدلل على وجود
اعتقاد لديهم بجوهر ومضمون فكرة الرجعة.
فمن
الثابت في كتب التاريخ الإسلامي أن خبر
وفاة الرسول(صلى الله عليه وآله)لما انتشر
بين المسلمين قال عمر بن الخطاب: ـ من
لفلانة وفلانة من مدائن الروم ـ إن رسول
الله ليس بميت حتى نفتحها، ولو مات
لانتظرناه كما انتظرت بنو إسرائيل موسى!
وكان
يقول: إن رسول الله(صلى الله عليه وآله) ما
مات ، ولكنه ذهب الى ربه، كما ذهب موسى بن
عمران فغاب عن قومه أربعين ليلة، ثم رجع
بعد أن قيل قد مات، والله ليرجعن رسول الله(صلى
الله عليه وآله)فليقطعن أيدي رجال وأرجلهم
زعموا أنه قد مات [19] .
وعلى
هذا يكون عمر بن الخطاب أوّل من قال
بالرجعة في الإسلام ، وليس عبدالله بن سبأ
الرمز الاُسطوري الذي تنسب له كل شناعة في التاريخ
الإسلامي.
وقد
أ لّف ابن أبي الدنيا المتوفى سنة (281)
كتاباً بعنوان «من عاش بعد الموت» وصدر
هذا الكتاب محققاً عن دار الكتب العلمية
في بيروت سنة 1987م.
وأفرد
أبو نعيم الإصفهاني في كتابه «دلائل
النبوة» والسيوطي في «الخصائص الكبرى»
باباً في معجزات الرسول(صلى الله عليه
وآله وسلم) في إحياء الموتى، وذكر السيوطي
كرامات في إحياء الموتى من قبل غير النبي(صلى
الله عليه وآله) [20] .
ورووا
أنّ زيد بن حارثة والربيع بن خراش ورجلاً
من الأنصار قد تكلّموا بعد الموت [21]