عیون أخبار الرضا (علیه السلام) جلد 1
لطفا منتظر باشید ...
وبطل قول من زعم أنه كان قبله أو كان معهشئ وذلك أنه لو كان معه شئ في بقائه لم يجز أن يكون خالقا له لأنهلم يزل معه فكيف يكون خالقا لمن لم يزل معه؟ ولو قبله شئ كان الأول ذلكالشئ لا هذا وكان الأول أولى بان يكون خالقا للأول ثم وصف نفسهتبارك وتعالى بأسماء دعا الخلق إذ خلقهم وتعبدهم وابتلاهم إلى أن يدعوه بهافسمى نفسه سميعا بصيرا قادرا قاهرا حيا قيوما ظاهرا باطنا لطيفا خبيراقويا عزيزا حكيما عليما وما أشبه هذه الأسماء فلما رأى ذلكمن أسمائه الغالون المكذبون وقد سمعونا نحدث عن الله انه لا شئ مثله ولا شئمن الخلق في حاله قالوا: أخبرونا إذ زعمتم انه لا مثل لله ولا شبهله كيف شاركتموه في أسماء الحسنى فتسميتم بجميعها؟! فإن في ذلك دليلا علىانكم مثله في حالاته كلها أو في بعضها دون بعض إذ قد جمعتكم الأسماءالطيبة قيل لهم: ان الله تبارك وتعالى الزم العباد أسماء من أسمائه علىاختلاف المعاني وذلك كما يجمع الاسم الواحد معنيين مختلفين والدليل على ذلكقول الناس: الجائز عندهم السائغ وهو الذي خاطب الله عز وجل به الخلقفكلمهم بما يعقلون ليكون عليهم حجه في تضييع ما ضيعوا وقد يقال للرجل: كلبوحمار وثور وسكره وعلقمة وأسد وكل ذلك على خلافه لأنه لم تقع الأسماءعلى معانيها التي كانت بنيت عليها لأن الانسان ليس بأسد وكلب فافهم ذلكيرحمك الله وإنما يسمى الله عز وجل بالعالم لغير علم حادث علم به الأشياءواستعان به على حفظ ما يستقبل من امره والروية فيما يخلق من خلقه وتفنيهما مضى مما أفنى من خلقه مما لو لم يحضره ذلك العلم ويغيبه كان جاهلا ضعيفاكما انا رأينا علماء الخلق إنما سموا بالعلم لعلم حادث إذ كانوا قبله جهلهوربما فارقهم العلم بالأشياء فصاروا إلى الجهل وإنما سمى الله عالمالأنه لا يجهل شيئا فقد جمع الخالق والمخلوق اسم العلم واختلف المعنى على مارأيت وسمى ربنا سميعا لا جزء فيه يسمع به الصوت ولا يبصر به كما أنجزئنا الذي نسمع به لا نقوى على النظر به ولكنه عز وجل أخبر انه لا تخفىعليه الأصوات ليس على حد ما سمينا نحن فقد جمعنا الاسم بالسميع واختلفالمعنى وهكذا البصير لا لجزء به أبصر كما انا نبصر بجزء منا لا ينتفع به فيغيره ولكن الله بصير لا يجهل