فلما نزل النبي صلّى الله عليه وآلهبالحديبية في الف وخمسمائة وذلك في حرشديد قالوا يا رسول الله
ما بها من ماء والوادي يابس وقريش في بلدح(1) في ماء كثير فدعا بدلو من ماء
فتوضأ من الدلو ومضمض فاه ثم مج فيه وامران يصب في البئر فجاشت (2) فسقينا
واستقينا. وفي رواية فنزع سهما من كنانتهفألقاه في البئر فقارت بالماء حتى جعلوا
يغترفون بأيديهم منها وهم جلوس على شفتها.
أبو عوانة وأبو هريرة انه صلّى الله عليهوآله أعطى ناجية بن عمرو نشابة وأمر أبنيقعرها
في البئر فامتلأ البئر ماء فأتته امرأةفأنشأت:
يا أيها الماتح دلوي دونكا
يثنون خيرا ويمجدونكا
أرجوك للخير كمايرجونكا
اني رأيتالناس يحمدونكا
أرجوك للخير كمايرجونكا
أرجوك للخير كمايرجونكا
قد علمت جارية يمانيه
وطعنة ذات رشاش واهية
طعنتها تحت صدورالعانيه
اني أنا الماتحواسمي ناجية
طعنتها تحت صدورالعانيه
طعنتها تحت صدورالعانيه
الحديبية، فجاءت قريش ومعهم سهيل بن عمروفأشرفوا على القليب والعيون تنبع
تحت السهم فقالت: ما رأينا كاليوم قط وهذامن سحر محمد قليل، فلما أمر الناس
بالرحيل قال: خذوا حاجتكم من الماء. ثم قالللبراء: اذهب فرد السهم، فلما فرغوا
وارتحلوا أخذ السهم فجف الماء كأنه لم يكنهناك ماء.
أمير المؤمنين (ع)، ان رسول الله أمرني فيبعض غزواته وقد نفد الماء يا علي
قم وائت بتنور قال: فأتيته فوضع يدهاليمنى ويدي معها في التنور فقال: أنبع،
فنبع. وفي رواية سالم بن أبي الجعد وأنسفجعل الماء يخرج من بين أصابعه كأنه
العيون فشربنا وشبعنا؟ وذلك في يومالشجرة وكانوا الف وخمسمائة رجل.
وشكا أصحابه إليه في غزوة تبوك من العطشفدفع سهما إلى رجل فقال انزل
فاغرزه في الركى ففعل ففار الماء فطمى إلىأعلى الركى فارتوى منه ثلاثون الف
رجل في دوابهم ووضع صلّى الله عليه وآلهبده تحت وشل بوادي المشفق فجعل ينصب فييديه
فانخرق الماء حتى سمع له حس كحس الصواعقفشرب الناس واستقوا منه فقال
رسول الله لئن بقيتم أو بقي منكم أحدليسمعن بهذا الوادي وهو أخصب ما بين يديه
(1) بلدح بفتح الباء والدال: اسم موضع قريبمن مكة.
(2) جاش البئر أو القدر! غلا.