تشكل النصوص الواردة عن الامام علي (عليهالسلام) وسيرته المصدر الاساس للبحث حولحقوق الأقليات الدينية في فكره السياسي،الذي يعتبر تفسيرا ناطقاً لتعاليمالإسلام يوفر إطلالة جديدة من العلموالوعي والفضيلة على الافق الإسلاميالرحيب، لانه فكر مستقى من الوحي وسيرةالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم).
الأخوة الإنسانية
«فإنهم صنفان، إمّا أخ لك في الدين، أونظير لك في الخلق»(1) يرى الامام علي (عليه السلام) ان ليس لاحدالحق أيا كان أن يستصغر الآخرين أو أنيستهين بهم * لا يسخر قوم من قوم *(الحجرات:2) فلا ميزان للتفاوت والتفاضل عنده سوىالتقوى، فالتمايز المبدئي بين الافرادعلى اساس التقوى يمثل معيارا لتوزيعالواجبات بينهم، ووسيلة لتحقيق الاهدافالإنسانية السامية، وليس عاملا للتمييزعلى المستوى المادي، كما أشار الى ذلكالنبي (صلّى الله عليه وآله وسلّم) في قوله:«أيها الناس ان ربكم واحد وان أباكم واحد،كلكم لآدم وآدم من تراب، * ان أكرمكم عندالله اتقاكم * وليس لعربي على عجمي، ولالاحمر على أبيض، ولا لأبيض على أحمر فضلإلا بالتقوى»(2).
وهذا الكلام ينطلق بدوره من مبدأ قرآنييرى ان جميع أفراد الانسان مخلوقون من أبوأم مهما اختلف انتماؤهم وتباينتخصوصياتهم: * الذي خلقكم من نفس واحدة وخلقمنها زوجها وبث منهما رجالا كثيرا ونساء *(النساء:1).
(1).
نهج البلاغة، عهد الامام الى مالكالاشتر، الكتاب 53.
(2).
من كلام النبي في حجة الوداع، انظر: تحفالعقول، ابن شعبة الحراني، ص29.