وهو أن نقول: إياك أيها الواقف على ما فيهذا الكتاب من الأخبار والروايات من طريقالعامة أن يدخلك الشك والريب فيما قلناهعنهم في أبواب الكتاب في إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وأنه الخليفةووصيه من بعده (عليه السلام)، وغير ذلك منالنصوص عليه من رسول الله (صلّى الله عليهوآله) في فضله وفضل أهل البيت (عليهمالسلام) وإمامة الأئمة الاثني عشر (عليهمالسلام) ورواياتهم ذلك في صحاحهم وكتبهمالمعتمدة وأخبارهم المسندة عن رجالهمالموثوق بهم كما اطلعت عليه، والثناء منهمعلى مشايخهم في أسانيدهم للأخبار الواردةعنهم في هذا الكتاب، فإني ما ذكرت عنهم فيهذا الكتاب إلا ما هو مذكور في كتبهمومصنفاتهم المعتمدة المنقولة عنهم، واللهجل جلاله على ذلك من الشاهدين وكفى باللهشهيدا والحمد لله رب العالمين.فإن قلت: كيف يروون هذه الأخبار الصحيحةوالروايات الواضحة الدالة على إمامة أميرالمؤمنين علي بن أبي طالب وبنيه الأحد عشروهم الأئمة الاثنا عشر بنص رسول الله (صلّىالله عليه وآله) عليهم بالإمامة والخلافةوالوصاية من غير معارض لها من الروايات منطريق الفريقين المخالف والمؤالف.[قلت:] فإنه لم يدع مدع من العامة بأن إمامةأبي بكر وعمر وعثمان [كانت] عن نص من رسولالله (صلّى الله عليه وآله) وإنما كانتبيعة من بعض الناس كما هو عليه إجماعالعامة والخاصة، فبقيت النصوص الواردة عنرسول الله سالمة من الروايات المعارضةلهذه الروايات المجمع على نقلها منالمؤالف والمخالف عن رسول الله (صلّى اللهعليه وآله) بإمامة الأئمة الاثني عشر،الذي هو مذهب الفرقة المحقة الاثني عشريةشيعة آل محمد صلى الله عليهم أجمعين.فإن قلت: هذا من العجب، كيف تروي العامةهذه الأخبار الصحيحة عندهم من إمامةالأئمة الاثني عشر ولا يعملون بها؟ بليقدمون على أمير المؤمنين علي بن أبي طالب(عليه السلام) في الإمامة، وهذا لم يأت بهنص من رسول الله صلّى الله عليه وآلهبالتقديم عليه، بل روت العامة والخاصةالنهي عن التقديم عليه في الإمامة من رسولالله (صلّى الله عليه وآله)، وهذا من أعجبالعجائب والخسران المبين والضلال البعيدفما دعاهم إلى ذلك حتى قدموا ما أخر اللهسبحانه وأخروا ما قدم الله جل جلاله.