ما وضع فيه ، وينفون الكذب عنه . . فهذه المزايا كلها ظهرت في شخصية النسائي بوضوح ، مع العلم انه لم يكن بأيدينا من النصوص ما يكشف لنا خلاف ذلك .
شيوخ النسائي :
ان حياة النسائي وشخصيته مذكورة ومتوفرة في اكثر الكتب ، وآثاره وصفاته مدرجة هنا وهناك ، كما ان تعداد مشايخه وتصانيفه وكتبه وارد في المعاجم بصورة موجزة وباختصار قليل من دون اية اشارة إلى حياة شيوخه الثقافية ومبلغهم في العلم والفقه والحديث . فقد وجدنا مؤلفي الكتب يعددون المشايخ الذين تلقف عنهم النسائي . . اكثر علمه ، والاقران الذين عاش معهم وأثر فيهم وأثروا فيه ، ولكن مع الاسف اقتصروا على ذكر اسمائهم فحسب من دون وضع ترجمة موجزة لهم وحتى عن تاريخ ولادتهم ووفاتهم ، ولا شك ان البحث على هذا النحو لا يعطينا فكرة واسعة ، ونظرة دقيقة وصحيحة وثابتة عن ثقافة النسائي . . ومبلغ أثره وثقافته . على اننا لا نذكر من شيوخه في هذا الفصل إلا من اجمعت المصادر عليه ، وان النسائي قرأ عليه واستمع عليه . وقد بذلنا قصارى جهدنا في ان ندرج اسماء المشايخ كاملة ، مع ذكر المصادر المترجمة لهم دفعا للالتباس والشك . واليك شيوخه على حروف المعجم الذين ذكرهم اكثر المؤرخين ، أمثال ابن الجوزي في المنتظم ج 6 ص 131 ، وتقي الدين السبكي في طبقات الشافعية 2 : 83 ، وعماد الدين اسماعيل بن كثير في البداية والنهاية 11 : 123