معالم فی الطریق نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

معالم فی الطریق - نسخه متنی

سید قطب

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

وكذلك حارب محمد صلى الله عليه وسلم مكة وهي مسقط رأسه ، وفيها عشيرته وأهله ، وفيها داره ودور صحابته وأموالهم التي تركوها ، فلم تصبح دار إسلام له ولأمته إلا حين دانت للإسلام وطبقت فيها شريعته. هذا هو الإسلام . . هذا هو وحده . . فالإسلام ليس كلمة تقال باللسان ، ولا ميلادا في أرض عليها لافتة إسلامية وعنوان إسلامي ! ولا وراثة مولد في بيت ابواه مسلمان .

{ فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في انفسهم حرجا مما قضيت ويسلموا تسليما } [النساء : 65]

هذا هو وحده الإسلام ، وهذه وحدها دار الإسلام . . لا الأرض ولا الجنس ولا النسب والا الصهر ولا القبلية ولا العشيرة .

لقد أطلق الإسلام البشر من اللصوق بالطين لبيتطلعوا إلى السماء ، وأطلقهم من قيد الدم . . قيد البهيمة . . ليرتفعوا في عليين .

وطن المسلم الذي يحن إليه ويدافع عنه ليس قطعة أرض ، وجنسية المسلم التي يعرف بها ليست جنسية حكم ، وعشيرة المسلم التي يأوي إليها ويدفع عنها ليست قرابة دم ، وراية المسلم التي يعتز بها ويستشهد تحتها ليست راية قوم ، وانتصار المسلم الذي يهفوا إليه ويشكر الله عليه ليس غلبة جيش ، إنما هو كما قال الله عنه :

{ إذا جاء نصر الله والفتح ورأيت الناس يدخلون في دين الله افواجا فسبح بحمد ربك واستغفره إنه كان توابا } [سورة النصر ]

إنه النصر تحت راية العقيدة دون سائر الرايات ، والجهاد لنصرة دين الله وشريعته لا لأي هدف من الأهداف ، والذياد عن " دار الإسلام " بشروطها تلك لا أية دار ، والتجرد بعد هذا كله لله ، لا لمغنم ولا لسمعة ولا حمية لأرض أو قوم ، أو ذود عن أهل أو ولد إلا لحمايتهم من الفتنة عن دين الله :

عن أبي موسى الاشعري رضي الله عنه قال :

سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الرجل يقاتل شجاعة ويقاتل حمية ويقاتل رياء ، أي ذلك في سبيل الله ؟ فقال : (( من قاتل لتكون كلمة الله هي العليا فهو في سبيل الله )) . . .

/ 125