اعجاز القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اعجاز القرآن - نسخه متنی

محمد بن طیب باقلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


بيتان فصاعدا .

وقالوا أيضا : إن ما كان على وزن بيتين ، إلا أنه يختلف وزنهما أو قافيتهما ( 1 ) - فليس بشعر .

ثم منهم من قال : إن الرجز ليس بشعر أصلا ، لا سيما إذا كان مشطورا أو منهوكا .

وكذلك ما كان يقاربه ( 2 ) في قلة الاجزاء .

وعلى هذا يسقط السؤال .

ثم يقولون : إن الشعر إنما يطلق ، متى قصد القاصد إليه - على الطريق الذى يعتمد ويسلك ، ولا يصح أن
يتفق مثله إلا من الشعراء ، دون ما يستوى فيه العامي والجاهل ، والعالم بالشعر واللسان وتصرفه وما
يتفق من كل واحد ، فليس يكتسب اسم الشعر ولا صاحبه اسم شاعر ، لانه لو صح أن يسمى كل من اعترض في كلامه
ألفاظ تتزن بوزن الشعر ، أو تنتظم انتظام بعض الاعاريض ، كان الناس كلهم شعراء ، لان كل متكلم لا
ينفك من أن يعرض في جملة كلام كثير يقوله ، ما قد يتزن بوزن الشعر وينتظم انتظامه .

ألا ترى أن العامي قد يقول لصاحبه : " أغلق الباب وائتنى بالطعام " .

ويقول الرجل لاصحابه " أكرموا من لقيتم من تميم " ؟

ومتى تتبع الانسان هذا [ النحو ] عرف أنه يكثر في
تضاعيف الكلام مثله وأكثر منه ( 3 ) .

وهذا القدر الذى يصح فيه التوارد ، ليس يعده أهل الصناعة سرقة ، إذا لم تعلم فيه حقيقة الاخذ .

كقول امرئ القيس : وقوفا بها صحبى على مطيهم
يقولون لا تهلك أسى وتجمل ( 4 )


( 1 ) س : " يختلف رويهما وقافيتهما "
.

( 2 ) س : " يقارنه "
.

( 3 ) قال الجاحظ في البيان والتبيين 1 - 288 : " ويدخل على
من طعن في قوله : ( تبت يدا أبى لهب ) وزعم أنه شعر لانه في تقدير مستفعلن مفاعلن .

فيقال له : اعلم أنك لو اعترضت الناس وخطبهم ورسائلهم لوجدت فيها مثل مستفعلن مستفعلن كثيرا ،
ومستفعلن مفاعلن .وليس أحد في الارض يجعل ذلك المقدار شعرا .

ولو أن رجلا من الباعة صاح : من يشترى باذنجان ؟

لقد كان تكلم بكلام في وزن مستفعلن مفعولات ! وكيف
يكون هذا شعرا وصاحبه لم يقصد إلى الشعر ؟

ومثل هذا المقدار من الوزن قد يتهيأ في جميع الكلام .

وإذا جاء المقدار الذى يعلم أنه من نتاج الشعر والمعرفة بالاوزان والقصد إليها ، كان ذلك شعرا .

وسمعت غلاما لصديق لى ، وكان قد سقى بطنه ، وقد يقول لغلمان مولاه : اذهبوا إلى الطبيب وقولوا : قد
اكتوى .

وهذا الكلام يخرج وزنه على خروج فاعلاتن مفاعلن .
فاعلاتن مفاعلن .
مرتين .

وقد علمت أن هذا الغلام لم يخطر على باله قط أن يقول بيت شعرا أبدا .

ومثل هذا كثير ، ولو تتبعته في كلام حاشيتك وغلمانك لوجدته " .

( 4 ) ديوانه ص 125 .


/ 396