اعجاز القرآن نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

اعجاز القرآن - نسخه متنی

محمد بن طیب باقلانی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید


ولو جاز أن يقولوا : هو سجع معجز ، لجاز لهم أن يقولوا : شعر معجز .

وكيف والسجع مما كان يألفه الكهان من العرب ، ونفيه من القرآن أجدر بأن يكون حجة من نفى الشعر ، لان
الكهانة تنافى النبوات ، وليس كذلك الشعر .

وقد روى أن النبي صلى الله عليه وسلم قال للذين جاءوه وكلموه في شأن الجنين :

كيف ندى من لا شرب ولا
أكل ( 1 ) ، ولا صاح فاستهل ، أليس دمه قد يطل ؟

فقال : " أسجاعة كسجاعة الجاهلية ؟

" وفى بعضها : " أسجعا
كسجع الكهان " فرأى ( 2 ) ذلك مذموما لم يصح أن يكون في دلالته .

والذى يقدرونه ( 3 ) أنه سجع فهو وهم ، لانه قد يكون الكلام على مثال السجع وإن لم يكن سجعا ، لان ما
يكون به الكلام سجعا يختص ببعض الوجوه دون بعض ، لان السجع من الكلام يتبع المعنى فيه اللفظ الذى
يؤدى السجع .

وليس كذلك ما اتفق مما هو في تقدير السجع من القرآن ، لان اللفظ يقع فيه تابعا للمعنى .

وفصل بين أن ينتظم الكلام في نفسه بألفاظه التى تؤدى المعنى المقصود فيه ، وبين أن يكون المعنى
منتظما دون اللفظ .

ومتى ارتبط المعنى بالسجع ، كانت إفادة السجع كإفادة غيره ، ومتى انتظم ( 4 ) المعنى بنفسه دون السجع ،
كان مستجلبا لتحسين ( 5 ) الكلام دون تصحيح المعنى .

فإن قيل : فقد يتفق في القرآن ما يكون من القبيلين جميعا ، فيجب أن تسموا أحدهما سجعا .

قيل : الكلام في تفصيل هذا خارج عن غرض كتابنا ، وإلا كنا نأتى على فصل فصل من أول القرآن إلى آخره ،
ونبين في الموضع الذى يدعون الاستغناء عن السجع من الفوائد ما لا يخفى ، ولكنه خارج عن غرض كتابنا .

وهذا القدر يحقق الفرق بين الموضعين .

ثم إن سلم لهم مسلم موضعا أو مواضع معدودة ، وزعم أن وقوع ذلك موقع ( 6 )


( 1 ) في الاصول : " من لا أكل ولا شرب " راجع البيان والتبيين 1 287 - 288 .

( 2 ) م : " فرأى أن ذلك "
.

( 3 ) م : " تقررونه "
.

( 4 ) س : " ومتى ارتبط "
.

( 5 ) س : " مستجلبا لتجنيس "
.

( 6 ) م : " وقوع "



/ 396