اعجاز القرآن نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ومنهم من يختار الكلام الذى يروق ماؤه ، وتروع بهجته ورواؤه ،
ويسلس مأخذه ، ويسلم وجهه ومنفذه ، ويكون قريب المتناول ، غير عويص اللفظ ، ولا غامض المعنى .
كما [ قد ] ( 1 ) يختار ( 2 ) قوم ما يغمض معناه ، ويغرب لفظه ، ولا يختار ما سهل على اللسان ، وسبق إلى
البيان .
وروى أن عمر بن الخطاب رضى الله عنه وصف زهيرا ، فقال :
كان لا يمدح الرجل إلا بما فيه ( 3 ) .وقال لعبد بنى الحسحاس حين أنشده :
كفى الشيب والاسلام للمرء ناهيا ( 4 )
:
أما إنه لو قلت مثل هذا لاجزتك عليه ( 5 ) .وروى أن جريرا سئل عن أحسن الشعر ؟فقال : قوله :أن الشقى الذى في النار منزله
والفوز فوز الذى ينجو من النار ( 6 ) كأنه فضله لصدق معناه .ومنهم من يختار الغلو في قول الشعر والافراط فيه ( 7 ) ، حتى ربما قالوا : أحسن الشعر أكذبه ، كقول
النابغة : يقد السلوقى المضاعف نسجه
ويوقدن بالصفاح نار الحباحب ( 8 ) وأكثرهم على مدح المتوسط بين المذهبين : في الغلو ( 9 ) والاقتصاد ،
وفى المتانة والسلاسة .