اعجاز القرآن نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
والذى دفعني إلى ذلك القطع ، قول الباقلانى في أول مقدمته : " أما بعد ، فقد وفقت على ما التمسته "
الحرة " الفاضلة الدينة - أحسن الله توفيقها - لما تتوخاه
من طلب الحق ونصرته ، وتنكب الباطل وتجنبه ، واعتماد القربة باعتقاد المفروض في أحكام الدين ،
واتباع السلف الصالح من المؤمنين ، من ذكر جمل ما يجب على المكلفين اعتقاده ، ولا يسع الجهل به ، وما
إذا تدين به المرء صار إلى التزام الحق المفروض ، والسلامة من البدع والباطل المرفوض .وإنى - بحول الله تعالى وعونه ، ومشيئته وطوله - أذكر " لها " جملا مختصرة ، تأتى على البغية من ذلك ،
ويستغنى بالوقوف عليها من الطلب ، واشتغال الهمة بما سواه .فنقول وبالله التوفيق : إن الواجب على المكلف ." وقول الباقلانى هذا ، يدل دلالة قاطعة على أنه يقدم لرسالة الحرة ، لا لكتاب الانصاف .ولست أدرى كيف مر محقق الكتاب على هذا الكلام ، دون أن ينتبه لدلالته الناطقة باسمه ، مع علمه بأن
القاضى عياضا قد ذكر " رسالة الحرة " ضمن مؤلفات الباقلانى ، ولم يذكر " الانصاف " ! ولست أدرى كيف فاته
مع ذلك أن يتنبه إلى النصين الدخيلين على كلام الباقلانى في هذا الكتاب - في ص 58 ، 64 - والمصدرين بقول
كاتبهما : " قال الشيخ لاجل الامام جمال الاسلام : ووقع لى أنا دليل .
" .و " قال الشريف الاجل جمال الاسلام : ووقع لى جواب أخصر من هذا وأجود .
؟
!
" ولا مراء في أن هذين النصين من تعليق بعض قراء النسخة على هامشها ، فأدخلهما ناسخها أو طابعها في
صلب الكتاب .
وقد نقل ابن حزم - في الفصل 4 216 - قولا زعم أن الاشاعرة قالوه في كتبهم وهو : " أن الروح تنتقل عند
خروجها من الجسم إلى جسم آخر " ، وعقب عليه بقوله : " هكذا نص الباقلانى في أحد كتبه وأظنه الرسالة ،
المعروفة بالحرة .
وهذا مذهب التناسخ بلا كلفة " .ولقد كذب على ابن حزم ظنه ، فليس في رسالة الحرة ما يشير إلى هذا القول المزعوم من قريب أو بعيد ، ولم
يرد في رسالة الحرة - من حديث الروح - إلا قوله ص 45 : " ويجب أن يعلمأن كل ما ورد به الشرع من عذاب القبر
، وسؤال منكر ونكير ، ورد الروح إلى الميت عند السؤال ، ونصب الصراط والميزان ، والحوض ، والشفاعة
للعصاة
من المؤمنين - كل ذلك حق وصدق ، يجب الايمان والقطع به ، لان جميع ذلك غير مستحيل في العقل " .