اعجاز القرآن نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
ثم كانت هذه المعجزة مما يقف عليه الاول والآخر وقوفا واحدا ، ويبقى حكمها إلى يوم القيامة .فتأمل ما عرفناك في كتابنا ، وفرغ له قلبك .واجمع عليه لبك ، ثم اعتصم بالله يهدك ، وتوكل عليه يعنك ويجرك ، .واسترشده يرشدك ، وهو حسبى وحسبك ، ونعم الوكيل "
رأى الرافعى في إعجاز القرآن : قال في كتاب " تاريخ آداب العرب " 2 153 : " وجاء القاضى أبو بكر الباقلانى
المتوفى سنة 403 فوضع كتابه المشهور " إعجاز القرآن " الذى أجمع المتأخرون من بعده على أنه باب في
الاعجاز على حدة ، والغريب أنه لم يذكر فيه كتاب الواسطي ، ولا كتاب الرماني ، ولا كتاب الخطابى الذى
كان يعاصره ، وأومأ إلى كتاب الجاحظ بكلمتين لا خير فيهما ، فكأنه هو ابتدأ التأليف في الاعجاز بما
بسط في كتابه واتسع ، وفى ذلك ما يثبت لنا أن عهد هذا التأليف لا يرد في نشأته إلى غير الجاحظ .على أن كتاب الباقلانى وإن كان فيه الجيد الكثير ، وكان الرجل قد هذبه وصفاه وتصنع له ، إلا أنه لم
يملك فيه بادرة عابها هو من غيره ، ولم يتحاش وجها من التأليف لم يرضه من سواه ، وخرج كتابه كما قال
هو في كتاب الجاحظ : " لم يكشف عما يلتبس في أكثر هذا المعنى " .فإن مرجع الاعجاز فيه إلى الكلام ، وإلى شئ من المعارضة البيانية بين جنس وجنس من القول ، ونوع وآخر
من فنونه ، وقد حشر إليه أمثلة من كل قبيل من النظم والنثر ، ذهبت بأكثره ، وغمرت جملته ، وعدها في
محاسنه وهى من عيوبه ، وكان الباقلانى ، رحمه الله وأثابه ، واسع الحيلة في العبارة ، مبسوط اللسان
إلى مدى بعيد ، يذهب في ذلك مذهب الجاحظ ومذهب مقلده ابن العميد ، على بصر وتمكن وحسن تصرف ، فجاء
كتابه وكأنه في غير ما وضع له ، لما فيه منالاغراق في الحشد ، والبالغة في الاستعانة ، والاستراحة
إلى النقل إذ كان أكبر
غرضه في هذا الكتاب أن " ينبه على الطريقة ، ويدل على الوجه ، ويهدى إلى الحجة " وهذه ثلاثة لو بسطت
لها كل علوم البلاغة وفنون الادب - لوسعتها ، وهى مع ذلك حشو ووصل .