أهمية وسائل إعلام - وصیة الامام خمینی (ره) نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

وصیة الامام خمینی (ره) - نسخه متنی

روح الله الموسوی الخمینی

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید



أهمية وسائل إعلام


م _ الإذاعة والتلفزيون والصحافة والسينما والمسرح من



الأدوات الفعّالة في إفساد الشعوب وتخديرها خاصة جيل الشباب. ما أكثر المخططات الكبرى التي نفذّت عن طريق هذه الأدوات خلال هذا القرن الأخير، خاصة النصف الثاني منه سواء ما استهدف منها معاداة الإسلام أو معاداة علماء الدين المخلصين، أو ما اتجه للدعاية إلى المستعمرين الغربيين والشرقيين!! من هذه الأدوات استفادوا لافتعال الأسواق الاستهلاكية للبضائع، وخاصة الكمالية والتزيينية بكل أنواعها،(دافعين الناس) إلى التقليد في الأبنية والديكور والمظاهر، والتقليد في نوع المشروبات والملابس على طريقتهم (الأوروبية). حتى عاد التفاخر في تقليد الغرب سائداً في جميع شؤون الحياة، في السلوك والكلام وشكل اللباس، خاصة بين النساء المرفهات ونصف المرفهات. و(هكذا تقليد) في آداب المعاشرة، وطريقة الكلام، واستعمال الألفاظ الغربية في الحديث والكتابة، حتى عاد فهم كلام هؤلاء صعباً على كثير من الناس، بل على نظرائهم أيضاً. الأفلام التلفزيونية كانت من منتجات الغرب أو الشرق، وكانت تبعد الشباب ذكوراً وإناثاً عن المسير الصحيح للحياة، وعن العلم والصناعة والإنتاج، وتدفعهم إلى الجهل بذاتهم وبشخصيتهم، أو إلى التشاؤم وسوء الظن بكل شيء أصيل لديهم ولدى بلدهم، بما في ذلك الثقافة والآداب والمآثر القيمة التي انتقل الكثير منها بيد الخائنين إلى المكتبات والمتاحف الغربية والشرقية.


المجلات، بمقالاتها وصورها الفاضحة والمؤسفة، والصحف، بتسابقها في كتابة مقالات معادية للأصالة الثقافية والإسلامية، كانت تفخر بأن تدفع الجماهير، وخاصة فئة الشباب الفاعلة نحو



الغرب أو الشرق. أضف إلى ذلك الدعايات الواسعة في نشر مراكز الفساد والفحشاء، ومراكز القمار والميسر، وحانات الخمور، ومعارض البضائع الكمالية ووسائل التجميل واللعب والمشروبات الكحولية، وخاصة ما يستورد منها من الغرب. ومقابل تصدير النفط والغاز والثروات الأخرى، كانت تستورد الدمى واللُّعب والتحف الكمالية ومئات الأشياء الأخرى، مما ليس لمثلي إطلاع عليها. ولو قُدّر - لا سمح الله - أن يمتدّ عمر النظام البهلوي المأجور المخرّب، لأوشك شبابنا الأكفاء من أبناء الإسلام والوطن، وممن تعقد الأمة عليهم الآمال، بما يحيطهم من دسائس وخطط شيطانية يدبرها النظام الفاسد ووسائل الإعلام، والمثقفون المتغربون والمتشرقون، أن يعرضوا تماماً عن الأمة والإسلام، فيتلفوا شبابهم في مراكز الفساد، أو ينخرطوا في خدمة القوى الطامعة، ويبيدوا بذلك البلاد.


لقد منّ الله علينا وعليهم، ونجّانا من شرّ المفسدين الناهبين.


والآن وصيتي إلى مجلس الشورى الإسلامي في الحال والمستقبل، ورئيس الجمهورية ورؤساء الجمهورية التالين، وإلى مجلس مراقبة الدستور ومجلس القضاء الأعلى والحكومة في كل زمان، هي أن لا يدعوا هذه الأجهزة الإعلامية والصحافة والمجلات تنحرف عن مصالح البلاد. وعلينا أن نعلم جميعاً أن الحرية بشكلها الغربي المؤدي إلى إفساد الشباب بذكورهم وإناثهم، هي مدانة من وجهة نظر الإسلام والعقل. وكل دعاية ومقال وخطبة وكتاب ومجلة تتعارض مع الإسلام والعفة العامة ومصالح البلاد. حرام، ويتوجب علينا جميعاً وعلى كل المسلمين أن يحولوا



دونها. وأن يحولوا دون الحريات الهدامة. ولو لم يتخذ موقف حاسم تجاه ما هو حرام شرعاً، وما يتعارض مع مسيرة الشعب والبلد الإسلامي وكرامة الجمهورية الإسلامية فكلنا مسؤولون. والجماهير وشباب حزب الله، إن واجهوا أحد الأمور المذكورة، عليهم أن يراجعوا الأجهزة المعنية، فإن قصرّت فهم أنفسهم مكلفون بصدّ (هذا الانحراف). كان الله في عون الجميع.



الفئات المعارضة


ن- نصيحتي ووصيتي إلى التجمعات والفئات والأشخاص الذين يعملون ضدّ الشعب أولاً ضدّ الشعب والجمهورية الإسلامية والإسلام، (أبدأها) أولاً برؤوسهم في الخارج والداخل، (وأقول):


إن التجربة الطويلة يجب أن تكون قد علمتكم، باعتباركم تدّعون العلم والعقل، بأنكم إلى أي سبيل لجأتم، وأية مؤامرة ارتكبتم، وبأي بلد وشخصية توسلتم، لا تستطيعون أن تغيّروا مسيرة شعب مضحٍّ عن طريق الاغتيال والتفجير والقنابل ونشر الأكاذيب الفارغة غير المدروسة. ولا يمكن إطلاقاً إسقاط أية حكومة ودولة بهذه الأساليب غير الإنسانية وغير المنطقية. خاصة في إيران حيث الشعب بأطفاله الصغار وبشيوخه الكبار يبذلون النفس والنفيس على طريق المبدأ ونظام الجمهورية الإسلامية والقرآن والدين. أنتم تعلمون - وإن لم تعلموا فتلك سذاجة في فكركم - إن الشعب ليس معكم والجيش يعاديكم. ولو كانوا معكم - فرضا- وكانوا أصدقاءكم، فتصرفاتكم، الهوجاء والجرائم التي حدثت بتحريك منكم، قد أدّت إلى أن يبتعد أولئك عنكم، وما استطعتم أن تفعلوا شيئاً سوى خلق الأعداء لكم.أوصيكم في هذه الأيام الأخيرة من عمري وصية من يريد لكم



الخير، (وأقول):


إنكم أولاً قد أعلنتم حرباً وخصاماً على هذا الشعب الكادح المضروب بالطاغوت، الذي حرر نفسه بعد ألفين وخمسمائة عام من نير ظلم مجرمين كنظام بهلوي والناهبين الدوليين الشرقيين والغربيين. فكيف يرضى ضمير إنسان - مهما كان وضيعاً - أن يسلك مثل هذا السلوك تجاه وطنه وشعبه، وأن لا يرحم صغيرهم ولا كبيرهم، في سبيل احتمال الوصول إلى منصب؟! أنا أنصحكم أن تكفوا عن هذه الأعمال غير المفيدة وغير المتعقّلة، وأن لا تنخدعوا بالطامعين الدوليين. وأينما كنتم عودوا إلى أحضان وطنكم والإسلام، إن لم تكونوا قد ارتكبتم جريمة، وتوبوا إلى الله فهو أرحم الراحمين. وستصفح عنكم الجمهورية الإسلامية، ويعفو عنكم الشعب إن شاء الله، وإن كنتم ارتكبتم جريمة، فحكم الله فيكم واضح، عودوا أيضاً من منتصف الطريق وتوبوا، وسلموا أنفسكم لإنزال العقوبة بكم، إن كانت لكم الشهامة، وبذلك تنقذون أنفسكم من عذاب إلهي أليم. وإلا، فأينما كنتم اتجهوا إلى أعمال أخرى فيها صلاحكم، ولا تهدروا عمركم أكثر من هذا. ثم أوصي مؤيديكم في الداخل والخارج (وأقول):


بأي دافع تهدرون شبابكم في سبيل من ثبت أنهم يخدمون القوى الطامعة الدولية، وينفذون مخططاتها ويرسفون عن غير علم في شراكها؟! في سبيل مَنْ هذه الجفوة بحق شعبكم؟! أنتم قد انطلت عليكم ألاعيب هؤلاء. فإن كنتم في إيران فإنكم تشاهدون بأم أعينكم أن الجماهير المليونية وفية للجمهورية الإسلامية ومضحية في سبيلها، تشاهدون بأم أعينكم سعي الحكومة والنظام الفعلي سعياً دائباً مخلصاً لخدمة الشعب والفقراء. وأولئك الذين يدعون الشعبية و



(يسمون أنفسهم) مجاهدي الشعب، وفدائيي الشعب ناصبوا عباد الله العداء واستغلوا بساطتكم، أنتم أيها الشباب والشابات لأهدافهم وأهداف أحد القطبين الطامعين الدوليين. وهم إمّا أن يعيشوا منعمين في الخارج بأحضان أحد القطبين المجرمين، أو أن يواصلوا جرائمهم في بيوت فخمة اتخذوها أوكاراً حزبية يقضون فيها حياة أرستقراطية كحياة المجرمين الأشقياء، ثم يدفعونكم أنتم الشباب إلى هاوية الموت. أنصحكم نصيحة مشفق أنتم أيها الناشئة والشباب (المخدوعون) في الداخل والخارج، أن تعودوا عن هذا الطريق الخاطئ وأن تلتحقوا بمحرومي المجتمع الذين يخدمون الجمهورية الإسلامية بكل تفان وإخلاص. وابذلوا الجهد من أجل إيران مستقلة حرّة، كي يتخلص الوطن والشعب من شرّ الأعداء. وحثوا الخطى معاً على طريق حياة مشرّفة. لِمَ وإلامَ تأتمرون بأوامر أشخاص لا يفكرون إلاّ بمصالحهم الشخصية، أشخاص يعيشون في أحضان القوى الكبرى، وفي ظل حمايتها متخذين موقف العداء من شعبهم، ويقدمونكم ضحية لأهدافهم المشؤومة والتسلطية. لقد رأيتم في هذه الأعوام (التي أعقبت) انتصار الثورة، إن ادعاءاتهم تتعارض مع سلوكهم وعملهم. وما ادعاءاتهم إلاّ لخداع الشباب البسطاء. وتعلمون أنكم لا قدرة لكم على الوقوف أمام السيل الشعبي الهادر. ولا نتيجة لأعمالكم سوى الضرر عليكم والإتلاف لعمركم. لقد أديت مهمتي في الهداية، وآمل أن تفتحوا آذانكم لهذه النصيحة التي تصلكم بعد موتي ولا تشوبها شائبة طلب السلطة، وأن تنقذوا أنفسكم من عذاب إلهي أليم. أسأل الله أن



يمنّ عليكم بالهداية ويهديكم صراطاً مستقيماً.


وصيتي إلى اليساريين مثل الشيوعيين وفدائيي الشعب، وسائر الفصائل ذات الميول اليسارية، هي أنكم اقتنعتم بعقيدة قد فشلت في عالمنا المعاصر، دون دراسة صحيحة منكم للمدارس الفكرية والمدرسة الإسلامية لدى أفراد لهم إطلاع صحيح على الاتجاهات الفكرية، وخاصة الإسلام، فما الذي دفعكم إلي هذا الاقتناع؟! وما الذي جعل قلوبكم تطمئن إلى معتقدات ثبت خواء محتواها لدى أهل التحقيق. وما هو دافعكم في هذا الاتجاه، نحو إلقاء بلدكم في أحضان الاتحاد السوفيتي أو الصين، ونحو إعلان الحرب على شعبكم، وتدبير المؤامرات لصالح الأجنبي ضد بلدكم وضد الجماهير الكادحة، تحت شعار الدفاع عن الجماهير؟! إنكم ترون أن روّاد الشيوعية منذ بداية تأسيسها قد أقاموا حكومات كانت أشدّ حكومات العالم دكتاتورية وتسلطاً واحتكاراً للسلطة. ما أكثر الشعوب التي انسحقت تحت أقدام الاتحاد السوفيتي المنادي بالدفاع عن الجماهير، وفقدت كل ما لديها.


أبناء الشعب الروسي مسلمون وغير مسلمين، يرسفون حتى الآن تحت الضغط الدكتاتوري للحزب الشيوعي (2حديث الإمام - قدس الله سره - عن دكتاتورية الحزب الشيوعي السوفيتي كان قبل البروسترويكا، ومن المؤمل أن ينال المسلمون في أصقاع البلاد السوفيتية حرية أوفى في عهد الانفتاح الجديد ). وهم محرومون من كل ألوان الحرية، ويقبعون في اختناق لا يبلغه الاختناق في النظم الدكتاتورية في العالم. وستالين، الذي كان ممن يسمى بالوجوه اللامعة في الحزب، رأينا (فترة حكمه) من وروده حتى خروجه، وما كان يحيطه من تشريفات، وما كانت له من حياة أرستقراطية. والآن، حيث تضحّون أنتم المخدوعون حباً بذلك النظام، فإن أبناء الشعب السوفيتي المظلوم وشعوب البلدان الدائرة



في فلكه مثل أفغانستان يموتون تحت وطأة ظلم (النظام السوفيتي). ثم أنكم يا من تدعون الدفاع عن الجماهير ترتكبون الجرائم الفظيعة، حيثما استطعتم، بحق هذه الجماهير المحرومة. وما أكثر الجرائم التي ارتكبتموها بحق أهالي مدينة "آمل" الشرفاء(آمل، مدينة في شمال إيران قرب بحر الخزر، كان الشيوعيون يعقدون عليها الآمال، يعتبرونها قاعدة لانطلاقهم. وبالفعل بدأوا تحركهم فيها في العام الأول من إنتصار الثورة الإسلامية في إيران، لكن أهلي المدينة المسلمين. الشرفاء خيّبوا ظن هؤلاء الملحدين، فقاوموهم مقاومة باسلة، وقتلوا من قتلوا منهم، وسلموا الباقي إلى حرس الثورة لإسلامية). الذين تصورتم خطأ أنهم ممن يؤيدونكم بقوة، فخدعتم مجموعة منهم، ودفعتموهم إلى محاربة الشعب والحكومة، وألقيتموهم في هاوية الهلاك. وأنتم المدافعون عن الجماهير المحرومة! تريدون إخضاع الشعب الإيراني المظلوم والمحروم تحت سيطرة الدكتاتورية السوفيتية. وتستهدفون تنفيذ هذه الخيانة تحت غطاء فدائيي الشعب والدفاع عن المحرومين!! مع فارق هو أن حزب توده ورفاقه يتآمرون بالتستر وراء تأييد الجمهورية الإسلامية، والمجموعات الأخرى باللجوء إلى الأسلحة والإرهاب والتفجير.


أوصي كل الأحزاب والمجموعات، سواء ما عرف منها باليسارية، وإن كانت بعض الشواهد والقرائن تدل على انهم شيوعيون أميركيون، أو تلك التي ترتزق من الغرب وتستلهم منه، أو تلك التي حملت السلاح باسم الحكم الذاتي والدفاع عن الأكراد والبلوش، وأحلت الشعب المحروم في كردستان والمناطق الأخرى دار البوار، وحالت دون أن تقدم حكومة الجمهورية (الإسلامية) خدماتها الثقافية والصحية والاقتصادية والعمرانية في تلك المحافظات، مثل الحزب الديمقراطي وحزب كومله، (أوصيهم) أن يلتحقوا بالشعب، وقد جرّبوا حتى الآن أنهم لم يفعلوا شيئاً سوى جرّ البؤس والشقاء على أهالي تلك المناطق، ولن يفعلوا شيئاً، فمصلحتهم ومصلحة شعبهم ومناطقهم تقتضي إذن أن يتعاونوا مع



الحكومة، وأن يكفوا عن التمرّد وعن خدمة الأجانب وخيانة الوطن، وأن يباشروا ببناء البلاد، وليكونوا واثقين أن الإسلام أفضل لهم من القطب الغربي المجرم والقطب الشرقي الدكتاتوري. وأنه يحقق بنحو أحسن الآمال الإنسانية للجماهير.


ووصيتي إلى المجموعات الإسلامية التي كانت تبدي - عن اشتباه - ميولاً إلى الغرب أحياناً، وأحياناً إلى الشرق، وكانت تؤيد المنافقين الذين ظهرت خيانتهم الآن، وكانت تصب اللعن والطعن أحياناً عن خطأ واشتباه، على الواقفين بوجه أعداء الإسلام، أن لا يصروا على اشتباههم، وأن يعترفوا بشهامة إسلامية بأخطائهم، وأن تلتحم أصواتهم وخطاهم مع الحكومة والمجلس والشعب المظلوم ابتغاء لوجه الله، وأن ينقذوا مستضعفي التاريخ هؤلاء من شر المستكبرين.


ضعوا كلام المرحوم " المدّرس" (المدرس، هو آية الله السيد حسن المدرس ولد سنة 1287 ه.ق. دخل المجلس النيابي الثاني بعد حركة المشروطة باعتباره مجتهداً مراقباً قوانين المجلس، ثم دخله نائباً في دوراته الرابعة والخامسة والسادسة. وقاد في الدورة السادسة النضال ضد حكومة رضا خان بهلوي. كان - رحمة الله - بركاناً في وجه كل خضوع وتنازل أمام الأجانب. يقول كلمته صريحة أمام الشعب لا تأخذه في الله لومة لائم. استشهد تحت سياط التعذيب في زنزانات رضا خان سنة 1356 ه.ق). ذلك العالم الديني الملتزم الطاهر في سيرته، والنقي في تفكيره نصب أعينكم، حيث قال في ذلك المجلس الخاوي آنذاك:


الآن إذ لا بدّ أن نباد فلماذا نباد بأيدينا؟ وأنا اليوم أيضاً أجدد ذكرى ذلك الشهيد (الذي ضحى) على طريق الله، وأقول لكم يا اخوتي في الإيمان:


لو أننا فُنينا عن ظهر البسيطة باليد الآثمة الأميركية والسوفيتية، ولاقينا ربنا بدم قان لقاء مشرفاً، لكان ذلك أفضل من أن تكون لنا حياة مترفة مرفهّة تحت راية الجيش الأحمر الشرقي والأسود الغربي وهذه كانت سيرة الأنبياء العظام وأئمة المسلمين وأعلام الدين المبين، ويجب أن نقتدي بها.


يجب أن يسودنا الاعتقاد أن أمة من الأمم تستطيع أن تعيش



متحررة من التبعيات إن أرادت ذلك. فالقوى المتجبرة العالمية لا تستطيع أن تفرض على شعب شيئاً يخالف معتقداته، خذوا العبرة من أفغانستان حيث لم يستطع الاتحاد السوفيتي - مع وقوف الحكومة الغاصبة والأحزاب اليسارية إلى جانبه - أن يقمع حتى الآن جماهير الشعب. أضف إلى ذلك، الشعوب المحرومة في العالم قد استيقظت وبعد زمن لا يطول، ستتبدل هذه اليقظة إلى القيام، ونهضة، وثورة لتحرر (هذه الشعوب) نفسها من سيطرة الظالمين المستكبرين. وأنتم أيها المسلمون الملتزمون بالقيم الإسلامية، ترون أن الانفصال والانقطاع عن الشرق والغرب قد أثمر بركاته. فالأدمغة المفكرة الوطنية قد تحركت، وها هي تتقدم نحو الاكتفاء الذاتي. وما كان الخبراء الخونة الغربيون والشرقيون يصورونه لنا محالاً، قد تحقق اليوم بمقدار واسع على يد الشعب وبفكره. وسوف يتحقق كاملاً أن شاء الله تعالى على المدى البعيد. ومع شديد الأسف، أن هذه الثورة قد حققت نصرها في وقت متأخر، ولم يتحقق هذا النصر - على الأقل- في أول أيام الحكم المتجبر القذر لمحمد رضا (بهلوي)، ولو كان قد تم ذلك لكانت إيران المنهوبة غير إيران هذه. وصيتي إلى (السلبيين من) الكتّاب والخطباء والمثقفين ومحترفي الاعتراضات، وذوي العقد (النفسية) هي أنكم بدل أن تنفقوا وقتكم في (السير) خلاف مسيرة الجمهورية الإسلامية، وتنفقوا كل طاقاتكم في خلق التشاؤم والحقد والطعن في المجلس والحكومة وسائر العاملين على خدمة (الشعب)، وبذلك تدفعوا ببلدكم إلى



(أحضان) القوى الكبرى، (بدل أن تفعلوا ذلك) اختلوا بربكم ليلة، وإن لم تكونوا مؤمنين بالله، اختلوا بضميركم، وراجعوا دافعكم الداخلي الذي يتفق كثيراً أن يكون الإنسان جاهلاً به. وانظروا بأي معيار وبأي أنصاف تغضون الطرف عن دماء هؤلاء الشباب المبضّعين في الجبهات والمدن. وإزاء شعب يستهدف التحرر من نير الظالمين والغزاة الأجانب والداخليين، (شعب) قد نال استقلاله وحريته بالتضحية بالنفس وبالأبناء الأعزاء، ويروم أن يصون تلك (المكتسبات) بتقديم التضحيات، تثيرون بوجهه حرب أعصاب، وتؤججون الاختلافات وتدبرون المؤامرات الخيانية، وتمهدون الطريق أمام المستكبرين والظالمين. أليس من الأفضل أن تنهضوا بفكركم وقلمكم وبيانكم لتوجيه الحكومة والمجلس والشعب نحو صيانة الوطن؟! ألا يجدر بكم أن تشدّوا أزر هذا الشعب المظلوم المحروم، وتعملوا بتعاضدكم على استتباب الحكومة الإسلامية؟! أتعتقدون أن وضع هذا المجلس ورئيس الجمهورية والحكومة والسلطة القضائية أسوأ مما كان في عصر النظام السابق؟! هل نسيتم ما كان ينزل ذلك النظام الملعون من ألوان الظلم بحق هذا الشعب المظلوم التائه؟! ألا تعلمون أن (هذا) البلد الإسلامي كان آنذاك قاعدة عسكرية لأميركا، وصير (الأميركيون) منه مستعمرة لهم، وكان كل شيء في قبضتهم ابتداء من المجلس وحتى القوات العسكرية؟! ألا تعلمون ماذا فعل مستشاروهم وخبراؤهم في حقل الصناعة والتخصصات الأخرى بهذا الشعب وبثرواته؟! هل انمحت من أذهانكم ما كان سائداً في جميع أرجاء البلاد من فحشاء ومراكز فساد، ومواخير، ومحلات للعب القمار وشرب



الخمور وبيعها، وسينمات (خليعة) ومراكز أخرى يكفي واحد منها لأن يكون عاملاً كبيراً على إبادة جيل الشباب؟! هل نسيتم ما كان يسود من وسائل الإعلام والمجلات والصحف في عصر ذلك النظام من إفساد؟! والآن، وقد انمحت أسواق الفساد تلك، فإنكم ترفعون عقيرتكم بالاعتراض على ما أرتكُب من أعمال غير قانونية في عدد من المحاكم، وعلى يد عدد من الشباب الذين من الممكن أن يكونوا من المجموعات المنحرفة المتغلغلة (في أجهزة الدولة)، من أجل الإساءة إلى سمعة الإسلام والجمهورية الإسلامية، و (بالاعتراض)على إعدام عدد من المفسدين في الأرض، المعلنين الحرب على الإسلام والجمهورية الإسلامية.وتقفون إلى جانب الذين يدينون الإسلام بصراحة، ويعلنون ضده حرباً مسلحة، أو حرباً بالقلم واللسان، وهي حرب أوجع من الحرب المسلحة. وتمدون يد الأخوة إليهم. وتسمون من أهدر الله دمهم بأنهم قرة أعينكم. وتجلسون متفرجين إلى جانب الماكرين الذين أثاروا مأساة "14 أسفند"(24 أسفند = 5 مارس (آذار)، وهو اليوم الذي أعلنَ فيه أبو الحسن بني صدر، معارضته الصريحة لكل الأجهزة والقوى الإسلامية الملتزمة بنهج الإمام، مستظهراً بحماية اليساريين والإلتقاطيين، وأحدث بذلك فتنة بدأت في جامعة طهران وانتشرت في الشوارع المحيطة بها، ثم خمدت بسرعة بفضل وعي الجماهير المسلمة . وضربوا وشتموا فيها الشباب الأبرياء. عملكم هذا إسلامي وأخلاقي!! بينما عمل الحكومة والسلطة القضائية الذي يقتص من المعاندين والنمحرفين والملحدين يستثيركم ويجعلكم ترفعون أصواتكم بالتظلم!! أسفي عليكم أيها الأخوة الذين أعلم إلى حد بماضيكم، ولي علاقة ودّ ببعضكم، لا على أولئك الأشرار الذين تلبسوا بلباس الأخيار، والذئاب الذين تقنعوا بقناع راعي الماشية، والماكرين الذين مكروا بالجميع وسخروا من الجميع، وعمدوا إلى إبادة



الوطن والشعب، وإلى الانضواء في خدمة واحد من القطبين الطامعين. أولئك الذين قتلوا بأيديهم الآثمة الشبابَ والرجالَ الكبار والعلماء المربين في المجتمع، ولم يرحموا (حتى) الأطفال المظلومين للمسلمين، قد فضحوا أنفسهم في المجتمع، وخذلوا أنفسهم أمام الله الواحد القهّار. ولم يعد لهم طريق للعودة، لأن شيطان النفس الأمّارة قد هيمن عليهم. أما أنتم أيها الأخوة المؤمنون فلماذا تكتفون بالشكوى، ولا تهمّون بمساعدة رجال الحكومة والمجلس الذين يسعون لخدمة المحرومين والمظلومين، والأخوة الحفاة العراة المحرومين من كل مواهب الحياة؟! هل قارنتم حجم الخدمات التي قدمتها الحكومة ومؤسسات الجمهورية الإسلامية خلال هذه المدة القصيرة مع كل المشاكل والملابسات التي تعقب أية ثورة، ومع الحرب المفروضة بخسائرها، ومع الملايين من المشردين الأجانب والمواطنين، ومع ما لا حصر له من العقبات المفتعلة، بالخدمات العمرانية للنظام السابق؟! ألا تعلمون أن الأعمال العمرانية في ذلك العصر كانت مختصة تقريباً بالمدن بل بالمناطق المرفهة من المدن، وأن الفقراء والمحرومين كانوا ينالون حظاً تافهاً من تلك الخدمات، أو لم ينالوا أصلاً؟! أعضاء الحكومة الحالية والمؤسسات الإسلامية يبذلون الجهد بتفان وإخلاص من أجل هذه الفئة المحرومة. وأنتم أيها المؤمنون كونوا عوناً للحكومة، كي تنجز الأعمال بسرعة، وكي تلاقوا ربّ العالمين - وستلاقوه شئتم أم أبيتم - وبوسام خدمة عبادهِ. "هذا المقدار المقصوص فعلته بنفسي" (هذه العبارة كتبها الإمام الراحل - قدس سرّه - بنفسه بعد أن قصّ عبارة من أسفل الورقة، ووقع أسفلها).





موقف الإسلام من الرأسمالية والشيوعية


س- من الأمور التي تستلزم التوصية والتذكير هي أن الإسلام لا يتفق مع نظام الرأسمالية الظالم المتسيّب، والمؤدي إلى حرمان الجماهير المظلومة المسحوقة. بل يدينه بقوّة في الكتاب والسنة، ويعتبره معارضا للعدالة الاجتماعية، ورغم وجود بعض ذوي الفهم المنحرف، والجاهلين بطبيعة نظام الحكومة الإسلامية، وبالمسائل السياسية الموجودة في الإسلام، الذين كانوا ولا يزالون يوحون في أقوالهم وكتاباتهم أن الإسلام يؤيد الرأسمالية والملكية (الخاصة) دون حدّ أو حصر، وبهذا الفهم المعوجّ عن الإسلام يغطّون على وجه الإسلام النيرّ، ويمهدون السبيل للمغرضين وأعداء الإسلام كي يطعنوا بالإسلام، ويعتبروه نظاماً كالنظام الرأسمالي الغربي السائد في أميركا وبريطانيا وسائر البلدان الغربية الجشعة، هؤلاء (المغرضون) يستندون إلى أقوال وأفعال أولئك الجهلة عن قصد أو عن بلادة، ودون الرجوع إلى علماء الإسلام الحقيقيين، فيهبون لمعارضة الإسلام.


وليس الإسلام أيضاً كالنظام الشيوعي، والماركسي اللينيني الذي ينفي الملكية الفردية، ويعلن مفهوم الاشتراك (في كل شيء) على اختلاف كبير بين هذا المفهوم في العصور القديمة والحديثة، بما في ذلك الاشتراك في المرأة والجنس، والذي ينطوي على دكتاتورية واستبداد ساحق.


بل الإسلام نظام متعادل يعترف بالملكية ويحترمها مع تحديد السبل الحصول على الثروة وسبل إنفاقها. ولو طبق هذا النظام حق



التطبيق لأدى إلى دفع عجلة الاقتصاد السليم إلى الأمام، ولتحققت العدالة الاجتماعية التي يستلزمها أي نظام سليم. وهنا أيضاً توجد فئة تقف بفهمها المعوجّ وبجهلها بالإسلام والاقتصاد السليم مقابل المجموعة الأولى (المساندة للرأسمالية)، فتتمسك أحياناً ببعض الآيات، وبعبارات من نهج البلاغة لتطرح الإسلام على أنه يتفق والمدارس الفكرية المنحرفة كالماركسية وأمثالها، غاضين الطرف عن سائر الآيات وفقرات نهج البلاغة، وانتهجوا، بضيق نظر وبفهم قاصر، المذهب الاشتراكي، وأعلنوا تأييدهم لمدرسة ذات عقيدة كافرة، فيها الدكتاتورية والاضطهاد القاتل، وفيها تهدر القيم الإنسانية وتعامل أقلية حزبية جماهير الشعب كالتعامل مع البهائم.


وصيتي إلى المجلس، ومجلس مراقبة الدستور والحكومة ورئيس الجمهورية ومجلس القضاء الأعلى، هي أن يكونوا خاضعين لأحكام الله تعالى، وأن لا يقعوا تحت تأثير الدعايات الفارغة للقطب الظالم الرأسمالي الناهب، والقطب الملحد الاشتراكي والشيوعي، وأن يحترموا الملكية والثروة المشروعة في إطار الحدود الإسلامية، وازرعوا الثقة في نفوس المواطنين، كي توظف الأموال في النشاطات البناءه، ولتساهم في دفع الحكومة والبلاد إلى الاكتفاء الذاتي، وفي تطوير الصناعات الخفيفة والثقيلة. وأوصي الأثرياء وأصحاب الأموال المشروعة أن يوظفوا أموالهم المشروعة في النشاطات المثمرة، وفي المزارع والأرياف والمصانع، فتلك عبادة عظيمة.


وأوصي الجميع بالسعي من أجل رفاه الطبقات المحرومة. إذ خير دنياكم وأخراكم في الاهتمام بحال محرومي المجتمع، الذين



كانوا طوال تاريخ سيطرة النظام الشاهي وسيطرة الخانات في مشقة وعذاب. وما أحسن تطوع ذوي اليسار لبناء خير الدنيا والآخرة. وليس من الإنصاف أن يفتقد فرد المأوى، وأن يمتلك فرد أخر الأبنية السكنية.



رجال الدين المقنعين


ع- وصيتي إلى تلك الفئة من رجال الدين المتلبسين بلباس رجال الدين، الذين يعلنون معارضتهم للجمهورية الإسلامية ولمؤسساتها بدوافع مختلفة، ويكرسون وقتهم للإطاحة بها، ويتعاونون مع المعارضين المتآمرين ومحترفي الألاعيب السياسية. وأحياناً، يقدمون لهم المساعدات الضخمة - كما ينقل - على طريق هذا الهدف، من الأموال الطائلة التي يستلمونها من الرأسماليين الغافلين عن الله، (وصيتي إليهم) هي:


إنكم لم تنالوا شيئاً من هذا التخبط الأهوج، ولا أظن أنكم ستنالون شيئاً في المستقبل أيضاً. إن كنتم تفعلون ما تفعلون من أجل الدنيا، ويأبى الله أن تصلوا إلى أهدافكم المشؤومة، فاعتذروا إلى الباري مازال باب التوبة مفتوحاً. وضمّوا أصواتكم إلى الشعب المنكود المظلوم، وساندوا الجمهورية الإسلامية التي انبثقت بتضحيات الجماهير، ففي ذلك خير الدنيا والآخرة، وإن لم أكن أظن أنكم توفقون إلى التوبة.


وأما تلك المجموعة التي تتخذ من بعض الأخطاء والاشتباهات العمدية وغير العمدية الصادرة من مختلف الأشخاص أو المجموعات والمخالفة لأحكام الإسلام، ذريعة للمعارضة الشديدة مع أصل الجمهورية الإسلامية وحكومتها وينشطون - في سبيل



الله! - للإطاحة بها، متصورين أن هذه الجمهورية أسوأ من النظام الملكي أو مثله، (فأوصيهم) أن يتفكروا في الخلوات، وأن يقارنوا بإنصاف (هذا النظام) وبالنظام السابق وحكومته، آخذين بنظر الاعتبار أنّ ما يصحب ثورات الدنيا من هرج ومرج وشطط وانتهازية أمر لا يمكن تجنبه.


وخذوا بنظر الاعتبار مشاكل هذه الجمهورية من مثل المؤامرات، والإعلام الكاذب، والهجوم المسلح خارج الحدود وفي الداخل، الاختراقات التي تعمد إليها المجموعات المفسدة والمعادية للإسلام في جميع أجهزة الدولة، من أجل إثارة سخط الناس على الإسلام والحكومة الإسلامية، وهو أمر لا يمكن تجنبه، وهكذا حداثة أكثر أو كثير من المسؤولين بأعمالهم، ونشر الدعايات الكاذبة من قبل أولئك الذين انقطعت، أو قلت عائداتهم الضخمة غير المشروعة، والنقص الهائل في عدد قضاة الشرع، والمشاكل الاقتصادية القاصمة، والمصاعب الكبيرة في تصفية وتهذيب الملايين من متصدّي الأمور، والنقص في الأفراد الصالحين، والمدراء والمتخصصين، وعشرات المصاعب الأخرى التي لا يعلمها إلاّ من يدخل ساحة العمل.


ومن جانب آخر، ثمة أشخاص مغرضون من أنصار النظام البائد، ومن كبار الرأسماليين الذين يمارسون الربا والربح الفاحش، وتهريب العملة وسائر ألوان التهريب، ويرفعون الأسعار بشكل مجحف، ويجعلون فقراء المجتمع ومحرومية في دوّامة مهلكة، وأحياناً يعمدون من أجل كسب ثقتكم وتصوير أنفسهم بأنهم مسلمون خالصون، إلى إعطائكم مبلغاً تحت عنوان "الخمس" ويذرفون



دموع التماسيح، ويثيرون حفيظتكم، ويدفعونكم إلى المعارضة، بينما كثير منهم يمتصون دماء الناس بأرباحهم غير المشروعة، ويجرون اقتصاد البلاد إلى الإفلاس.


أتقدم بنصيحة متواضعة أخوية هي أن لا يقع السادة المحترمون تحت تأثير مثل هذه الإشاعات، وأن يقوّوا هذه الجمهورية من أجل الله ومن أجل حفظ الإسلام. ولو أن هذه الجمهورية الإسلامية سقطت، فسوف لا يحل محلها نظام إسلامي يرتضيه بقية الله (المهدي المنتظر) روحي فداه، أو يطيع أوامركم أنتم أيها السادة، بل سيتولى الحكم نظام يحقق رغبة واحد من القطبين، ويشيع اليأس بين محرومي العالم الذين اتجهوا إلى الإسلام والحكومة الإسلامية، وتعلقت قلوبهم بهما. وسينعزل الإسلام إلى الأبد. وأنتم ستندمون على أفعالكم يوم يكون كل شيء قد انتهى، ولا جدوى حينئذ للندم. وأنتم أيها السادة إن كنتم تتوقعون تحول كل الأمور وفقاً للإسلام وأحكام الله تعالى بين عشية وضحاها فذلك تفكير خاطئ، إذ لم تحدث مثل تلك المعجزة على مرّ تاريخ البشرية، ولن تحدث في المستقبل. وفي ذلك اليوم الذي يظهر فيه المصلح العام إن شاء الله تعالى، لا تظنون أن معجزة ستحدث، وأن العالم سيصلح في يوم واحد. بل بالجهد والتضحيات سيقمع الظالمون ويدفعون إلى الانزواء. وإذا كان اعتقادكم كاعتقاد بعض الجهلة المنحرفين الذين يذهبون إلى ضرورة السعي من أجل تحقق الكفر والظلم، كي يمتلىء العالم بالظلم، وتتوفر بذلك مقدمات الظهور، فإنا لله وإنا إليه راجعون!!




مسؤولية المسلمين والمستضعفين


ف- وصيتي إلى جميع المسلمين والمستضعفين في العالم، هي أنكم يجب أن لا تجلسوا وتنتظروا حكام ومسؤولي بلادكم، أو القوى الأجنبية ليأتوكم ويتحفوكم بالاستقلال والحرية. نحن وأنتم خلال القرن الأخير على الأقل، حيث دنست أقدام القوى الكبرى الطامعة كل البلدان الإسلامية وسائر البلدان الصغيرة، شاهدنا أو قرأنا في الصحيح من التاريخ، أن أية حكومة من الحكومات المسيطرة في هذه البلدان في الماضي والحاضر، لم تكن تهتم بحرية شعوبها واستقلالهم ورفاههم. بل الأكثرية الساحقة منها، إما أن تمارس هي بنفسها الظلم والاضطهاد بحق شعوبها، وتصب كل نشاطاتها في مصالحها الشخصية أو الفئوية، أو من أجل رفاه الطبقة المترفة المتعالية تاركة الطبقات المظلومة، القابعة في الأكواخ والصرائف، في حرمان من كل مواهب الحياة، حتى من مثل الماء والخبز ولقمة العيش، مستخدمة هؤلاء البائسين من أجل مصالح الفئة المرفهة البطرة. أو أنها كانت عميلة للقوى الكبرى، باذلة كل جهدها من أجل خلق حالة التبعية في البلدان والشعوب، جاعلة البلدان بحيل مختلفة سوقاً للشرق والغرب، وبذلك حققت مصالح أولئك (الأسياد)، وجعلت الشعوب متخلفة مستهلكة، ولا تزال هذه الخطة مستمرة حتى الآن.


وأنتم يا مستضعفي العالم، وأيتها البلدان الإسلامية ويا مسلمي العالم، انهضوا واستعيدوا حقكم بكل ما تملكونه من قوة، ولا تهابوا ما تثيره القوى الكبرى وعملاؤها من ضجيج إعلامي، واطردوا من بلدانكم الحكام المجرمين الذين يقدمون ثمرة كدحكم



إلى أعدائكم وأعداء الإسلام العزيز، وأمسكوا أنتم والفئات المخلصة الملتزمة زمام الأمور، وانضووا جميعاً تحت راية الإسلام المشرّفة، وهبّوا للدفاع أمام أعداء الإسلام، وأعداء المحرومين في العالم. وسيروا حثيثاً نحو إقامة دولة إسلامية بنظام جمهوري حر مستقل. فبتحقق ذلك سوف تلقمون مستكبري العالم حجراً، وسوف توصلون كل المستضعفين إلى إمامة الأرض ووراثتها. على أمل تحقق ذلك اليوم الذي وعد به الله تعالى.



مسؤولية الشعب الإيراني المسلم


ص- في خاتمة هذه الوصية، مرة أخرى أوصي الشعب الإيراني النبيل (وأقول له):


تحمل الأتعاب والمشاق والتضحيات والفداء والحرمان يتناسب مع مقدار عظمة الهدف وقيمته وعلوّ مرتبته. والذي نهضتهم أنتم أيها الشعب الشريف المجاهد من أجله، وتحثون الخطى على طريقه، وقدمتم النفس والنفيس من أجله هو أعلى وأسمى وأثمن هدف ومقصد طرح ويطرح، منذ بدء العالم في الأزل وحتى نهاية العالم إلى الأبد. إنه المدرسة الإلهية بمعناها الواسع، وعقيدة التوحيد بأبعادها السامية. إنه أساس الخلق وغايته في كل آفاق الوجود، وفي مراتب ودرجات الغيب والشهود. (وهذا الهدف) متجلٍّ في المدرسة المحمدية على صاحبها وآله أفضل الصلاة والسلام، بكل المعاني والدرجات والأبعاد. وكل مساعي الأنبياء العظام عليهم سلام الله والأولياء الكرام سلام الله عليهم، كانت لتحقيق (هذا الهدف)، وبدونه لا يتيسر السبيل إلى الكمال المطلق، ولا إلى الجلال والجمال اللامتناهيين. إنه هو الذي يجعل "الأرضيين" أشرف من "الملكوتيين"، وما يناله الأرضيون من الاتجاه



نحوه، لا تناله الموجودات الأخرى في كل أرجاء الخليقة ما خفي منها وما بطن.


أنتم أيها الشعب المجاهد تنضوون تحت لواء يرفرف خفاقاً في جميع أرجاء العالم المادي والمعنوي، وجدتموه أم لم تجدوه. أنتم تسلكون طريقاً هو الطريق الوحيد لجميع الأنبياء عليهم سلام الله، وهو الطريق الوحيد للسعادة المطلقة. وانطلاقاً من هذا المفهوم استعذب أولياء الله الشهادة على هذا الطريق، ووجدوا الموت الأحمر أحلى لهم من العسل، وشبابكم نهلوا جرعة من (هذه النفحة الإلهية) في الجبهات، فغمرهم الوجد، وتجلت أيضاً لأمهات (الشهداء) وأخواتهم وآبائهم واخوتهم، ويحق لنا أن نقول لهم:


"يا ليتنا كنا معكم فنفوز فوزاً عظيماً".


هنيئاً لهم ذلك النسيم الرائع وذلك التجلّي المثير، وينبغي أن نعلم أنّ ومضة من ذلك التجلّي مشهودة في المزارع المحرقة والمصانع المتعبة، وفي المعامل ومراكز الصناعة والاختراع والإبداع، وفي أكثرية أبناء الشعب (المتواجدين) في الأسواق والشوارع والقرى وفي كل القائمين بأمر من الأمور من أجل الإسلام والجمهورية الإسلامية والتطوير والوصول إلى الاكتفاء الذاتي. ومازالت روح التعاون والالتزام هذه قائمة في المجتمع، فإن الوطن العزيز سيكون مصوناً من حوادث الدهر إن شاء الله تعالى. والحوزات العلمية والجامعات والشباب الأعزاء في مراكز العلم والتربية يتمتعون بحمد الله تعالى بهذه النفحة الإلهية الغيبية. وهذه المراكز تحت تصرفهم بشكل كامل، ويد المفسدين والمنحرفين لا تنالها بإذن الله.


ووصيتي إلى الجميع هي أن تسيروا قدماً نحو معرفة ذاتكم،



ونحو الاكتفاء الذاتي والاستقلال بكل أبعاده، واضعين الله نصب أعينكم، ومن المؤكد أن يد الله معكم، إن كنتم في خدمة الله. واستمرت فيكم روح التعاون من أجل رقي الوطن الإسلامي ورفعته. وأنا بما أعهده في هذا الشعب العزيز من يقظة وفطنة والتزام وتضحية وروح مقاومة وصلابة على طريق الحق، آمل بفضل الله المتعال أن تنتقل هذه المعاني الإنسانية إلى الأعقاب، وتثري جيلاً بعد جيل.


بفؤاد وادع وقلب مطمئن، ونفس مبتهجة وضمير يؤمل فضل الله أستودعكم أيها الاخوة والأخوات لأرحل إلى مقرّي الأبدي. وأنا بحاجة مبرمة إلى صالح دعائكم. وأسأل الله الرحمن الرحيم أن يقبل عذري في نقص الخدمة وفي القصور والتقصير. وأرجو من أبناء الشعب أن يقبلوا عذري في كل نقص وقصور. وأن يسيروا قدماً بعزم ومضاء، وليعلموا أن ذهاب واحد من العاملين في حقل الخدمة سوف لا يُخلّ بالسدّ الحديدي الجماهيري، إذ هناك عاملون أرفع وأسمى مشغولون في الخدمة. والله يرعى هذا الشعب وكل الشعوب المظلومة في العالم.


والسلام عليكم وعلى عباد الله الصالحين ورحمة الله وبركاته جمادي الأول 1403 روح الله الموسوي الخميني .





مُلحق (1)بسمه تعالىهذه الوصية بعد وفاتي يقرأها على الناس أحمد الخميني، وأن تعذّر، يتقبل هذا التكليف رئيس الجمهورية المحترم، أو رئيس مجلس الشورى الإسلامي المحترم، أو رئيس ديوان القضاء الأعلى المحترم، وإن تعذّر يتقبل هذا التكليف أحد الفقهاء المحترمين في مجلس مراقبة الدستور.


روح الله الموسوي الخميني




مُلحق (2)بسمه تعالىأسفل هذه الوصية (المدونة في ) 29 صفحة والمقدمة، أذكّر بعدة أمور:


1- الآن، إذ أنا حاضر، تنسب إليّ بعض الأمور غير الواقعية، ومن الممكن أن يزداد حجمها بعدي، لذلك أؤكد أنه لا صحة لما نُسب أو ينسب إليّ، إلا ما كان بصوتي، أو بخطي وتوقيعي بتشخيص من ذوي الخبرة، أو ما قلته من خلال تلفاز الجمهورية الإسلامية.


2- ثمة أشخاص ادعّوا وأنا حيّ بأنهم كانوا يكتبون ما يصدر مني من بيانات. أكذّب هذا الكلام بشدّة، لم يكتب غيري حتى الآن أي بيان من تلك البيانات.


3- يبدو أن بعضهم أدّعى بأن ذهابي إلى باريس بعد التشاور مع أحمد، إذ كان من المحتمل أن أمنع من الدخول إلى البلدان الإسلامية. فقد كانت تحت نفوذ الشاه، ولم يكن هذا الاحتمال وارداً في باريس.4- خلال مدة النهضة والثورة ذكرت أسماء بعض الأفراد، وأثنيت عليهم، ثم فهمت بعدها أنهم مراؤون متظاهرون بالإسلام، وأنّ مكرهم قد انطلى عليّ. ذلك الثناء صدر حين كانوا يبدون التزامهم بالجمهورية الإسلامية ووفاءهم لها، ولا يجوز أن تستغل هذه المسائل، ومعيار كل شخص هو وضعه الحالي.


روح الله الموسوي الخميني.


/ 3