رسائل العشر في الأحاديث الموضوعة في كتب السنة نسخه متنی
لطفا منتظر باشید ...
الشام لسنتين ونصف مضتا من خلافة أمير المؤمنين عمر ، وقيل : مات سنة إحدى عشرة في خلافة أمير
المؤمنين الصديق الأ كبر. كذا في الاستيعاب وغيره . فالجواب الصحيح عن تخلّفه : أن تخلّفه لم يكن عن
اجتهاد ، فإن أكثر الخزرج قالوا : منا أمير ومنكم أمير ، لئلاّ تفوت رئاستهم... ولم يبايع سعد لما كان
له حبّ السيادة ، وإذا لم تكن مخالفته عن الاجتهاد فلا يضّر الإجماع ....
فإن قلت : فحينئدٍ قد مات هو رضي الله عنه شاق عصا المسلمين مفارق الجماعة وقد قال رسول الله صلى الله
عليه [وآله] وأصحابه وسلّم : لم يفارق الجماعة أحد ومات إلأ مات ميتة الجاهلية . رواه البخاري .
والصحابة لاسيّما مثل سعد برآء عن موت الجاهلية .
قلت : هب أن مخالفة الإجماع كذلك ، إلا أن سعداً شهد بدراً على ما في صحيح مسلم ، والبدريّون غير
مؤاخذين بذنب ، مثلهم كمثل التائب وإن عظمت المصيبة ، لما أعطاهم الله تعالى من المنزلة الرفيعة
برحمته الخاصة بهم . وأيضاً : هو عقبي ممّن بايع في العقبة ، وقد وعدهم رسول الله صلى الله عليه [وآله]
وأصحابه وسلّم الجنة
--------------------
*( 47 )*
والمغفرة . فإيّاك وسوء الظن بهذا الصنيع . فاحفظ الأدب .... »^(1).
ولو تنزّلنا عن قضية سعد بن عبادة ، فما الجواب عن تخلف الصديقة الزهراء عليها السلام ؟! وهي من
الصحابة ، بل بضعة الرسول صلى الله عليه وآله وسلّم .
فإذا كان الصحابة ـ لاسيّما مثل سعد ـ برآء عن موت الجاهلية ، فما ظنّك بالزهراء التي قال رسول الله
صلى الله عليه وآله وسلّم : « فاطمة بضعة مني فمن أغضبها أغضبني » ^(3) وقال : « فاطمة بضعة مني ، يقضبني
ما يقبضها ويبسطني ما يبسطها » ^(2) وقال : « فاطمة سيدة نساء أهل الجنة إلاّ مريم بنت عمران » ^(4) هذه
الأحاديث التي استدلّ بها الحافظ السهيلي وغيره من الحفاظ على أنّها أفضل من الشيخين فضلاً عن
غيرهما^(5).
....فإن من ضروريات التاريخ أن الزهراء عليها السلام فارقت الدنيا ولم تبايع أبا بكر. ..وأن أمير
المؤمنين عليه السلام لم يأمرها بالمبادرة إلى البيعة ، وهو يعلم أنه « لم يفارق الجماعة أحد ومات
إلأ مات ميتة الجاهلية »!!
*أقول :*
إذن ... لا يدلّ هذا الحديث على شيء ممّا زعموه أو أرادوا له الاستدلال به فما هو واقع الحال؟
سنذكر له وجهاً على سبيل الاحتمال في نهاية المقال ....
ثم إن مّما يبطل هذا الحديث من حيث الدلالة والمعنى وجوهاً اُخر.
____________
(1) فواتح الرحموت ـ شرح مسلّم الثبوت 2|223 ـ 224 .
(2) فيض القدير 4|421 عن البخاري في المناقب .
(3) فيض القدير 4|421 .
(4) فيض القدير 4|421 .
(5) فيض القدير4|421 .
--------------------
*( 48 )*
*وجوه بطلانه معني*
*ـ 1 ـ*
إن أبا بكر وعمر اختلفا في كثير من الأحكام ، والأفعال ، واتّباع المختلفين متعذر غير ممكن ....
فمثلاً : أقر أبو بكر جواز المتعة ومنعها عمر. وأنّ عمر منع أن يورّث أحداً من الأعاجم إلا واحداً ولد
في العرب .... فبمن يكون الاقتداء؟!
ثم جاء عثمان فخالف الشيخين في كثير من أقواله وأفعاله وأحكامه .... وهو عندهم ثالث الخلفاء الراشدين