وأصله في اللغة الممنوع، من الحرمان، وهو المنع.أخبرنا أبو سهيل بن حبيب قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن موسى قال: حدثنا أبو بكر بن محمد بن حمدون بن خالد قال: حدثنا علي بن عثمان النفيلي الحراني، قال: حدثنا علي بن عباس الحمصي، قال: حدثنا سعيد بن عمارة بن صفوان الكلاعي عن الحرث بن النعمان ابن أخت سعيد بن جبير قال: سمعت أنس بن مالك يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (يا أنس ويل للأغنياء من الفقراء يوم القيامة، يقولون: يا رب ظلمونا حقوقنا التي فرضتها عليهم. قال: فيقول: وعزتي وجلالي لأقربنكم ولأبعدنهم).قال: فتلا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليه هذه الآية: (وفي أموالهم حق للسائل والمحروم))
.* (وفىأنفسكم أفلا تبصرون * وفى السمآء رزقكم وما توعدون * فورب السمآء والارض إنه لحق مثل مآ أنكم تنطقون) 2(وفي الأرض آيات) عبر وعظات إذا ساروا فيها. * (للموقنين) * * (وفي أنفسكم) أيضا آيات (أفلا تبصرون).أخبرنا أبو الحسن أحمد بن محمد بن جعفر بن الطيب الكلماباذي بقراءتي عليه، قال: حدثنا أبو بكر محمد بن عمر بن حفص، قال: حدثنا السري بن خزيمة الآبيوردي، قال: حدثنا أبو نعيم، قال: حدثنا سفيان عن ابن جريج عن محمد بن المرتفع عن الزبير (وفي أنفسكم أفلا تبصرون)، قال: سبيل الغايط والبول، وقال المسيب بن شريك: يأكل ويشرب من مكان واحد، ويخرج من مكانين، ولو شرب لبنا محضا خرج ماء، فتلك الآية في النفس.وقال أبو بكر الوراق: (وفي أنفسكم أفلا تبصرون) يعني في تحويل الحالات وضعف القوة وقهر المنة وعجز الأركاب وفسخ الصريمة ونقض العزيمة، ثم أخبر سبحانه وتعالى أنه وضع رزقك حيث لا يأكله السوس ولا يناله اللصوص، فقال سبحانه: (وفي السماء رزقكم وما توعدون) يعني المطر والثلج اللذين بهما تخرج الأرض النبات الذي هو سبب الأقوات، وقال بعض أهل المعاني: معناه: وفي المطر والنبات سبب رزقكم، فسمي المطر سماء؛ لأنه عن السماء ينزل، قال الشاعر:
إذا سقط السماء بأرض قوم
رعيناه وإن كانوا غضابا
رعيناه وإن كانوا غضابا
رعيناه وإن كانوا غضابا