وأخبرني الحسن، قال: حدثنا أبو القاسم عن بن محمد بن عبد الله بن حاتم الترمذي
قال: حدثنا جدي لأمي محمد بن عبد الله بن مرزوق، قال: حدثنا عفان بن مسلم قال: حدثنا همان بن عبد الله بن شفيق قال: قلت لأبي ذر: لو رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم لسألته، قال: وعما كنت تسأله؟ قلت: كنت أسأله: هل رأى ربه عز وجل؟
قال: فإني قد سألته فقال: (قد رأيت نورا، أنى أراه؟).وكذلك روي عن أبي سعيد الخدري أنه قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم (ما كذب الفؤاد ما رأى) قال:
(رأيت نورا)، ومثله روى مجاهد وعكرمة عن ابن عباس.وقد ورد في هذا الباب حديث جامع وهو ما أخبرني الحسين بن الحسن، قال: حدثنا ابن حبش، قال: أخبرنا علي بن زنجويه، قال: حدثنا سلمة بن عبد الرزاق، قال: أخبرنا ابن عيينة عن مجالد عن سعيد عن الشعبي عن عبد الله بن الحرث قال: اجتمع ابن عباس وكعب فقال ابن عباس: أما نحن بنو هاشم فنقول: إن محمدا رأى ربه مرتين، وقال ابن عباس يحبون أن تكون الخلة لإبراهيم والكلام لموسى والرؤية لمحمد. قال: فكبر كعب حتى جاوبته الجبال، ثم قال: إن الله سبحانه قسم رؤيته وكلامه بين محمد وموسى ج، فكلمه موسى ورآه محمد.قال مجالد: وقال الشعبي: فأخبرني مسروق أنه قال لعائشة خ: يا أمتاه، هل رأى محمد صلى الله عليه وسلم ربه تعالى قط؟، قالت: إنك لتقول قولا، إنه ليقف منه شعري، قال: قلت: رويدا فقرأت عليها: (والنجم إذا هوى) حتى (قاب قوسين أو أدنى). فقالت: رويدا، أين يذهب بك؟ إنما رأى جبريل في صورته. من حدثك أن محمدا رأى ربه فقد كذب، والله عز وجل يقول: (لا تدركه الأبصار)، ومن حدثك أنه يعلم الخمس من الغيب فقد كذب، والله سبحانه يقول: (إن الله عنده علم الساعة) الآية، ومن حدثك أن محمدا كتم شيئا من الوحي فقد كذب، والله عز وجل يقول: (بلغ ما أنزل إليك من ربك) الآية.قال عبد الرزاق: فذكرت هذا الحديث لعمر، فقال: ما عائشة عندنا بأعلم من ابن عباس.(أفتمارونه على ما يرى) أي: رأى.قرأ علي وابن مسعود وابن عباس وعائشة ومسروق والنخعي وحمزة والكسائي وخلف ويعقوب (أفتمراونه) بفتح الباء من غير ألف على معنى أفتجحدونه، واختاره أبو عبيد، قال: لأنهم لم يماروه وإنما يجحدونه، يقول العرب: مريت الرجل حقه إذا جحدته. قال الشاعر:
لئن هجرت أخا صدق ومكرمة
لقد مريت أخا ما كان يمريكا
لقد مريت أخا ما كان يمريكا
لقد مريت أخا ما كان يمريكا