فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت:
يا رسول الله ما لك عن فلان، فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أو مسلما).فسكت قليلا، ثم غلبني ما أعلم منه، فقلت: يا رسول الله ما لك عن فلان، فوالله إني لأراه مؤمنا، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم (أو مسلما، فإني لأعطي الرجل، وغيره أحب إلي منه خشية أن يكب في النار على وجهه).فاعلم أن الإسلام الدخول في السلم، وهو الطاعة والانقياد، والمتابعة، يقال:
أسلم الرجل إذا دخل في السلم وهو الطاعة والانقياد والمتابعة.يقال: أسلم الرجل إذا دخل في السلم، كما يقال: أشتى الرجل إذا دخل في الشتاء، وأصاف إذا دخل في الصيف، وأربع إذا دخل في الربيع، وأقحط إذا دخل في القحط، فمن الإسلام ما هو طاعة على الحقيقة باللسان والأبدان فالجنان، كقوله عز وجل لإبراهيم: (أسلم قال أسلمت)، وقوله: (فأخرجنا من كان فيها من المؤمنين فما وجدنا فيها غير بيت من المسلمين).ومنه ما هو انقياد باللسان دون القلب وذلك قوله: (ولكن قولوا أسلمنا) بيانه قوله سبحانه: (ولما يدخل الإيمان في قلوبكم).(وإن تطيعوا الله ورسوله) ظاهرا وباطنا، سرا وعلانية (لا يلتكم) (بالألف) أبو عمر، ويعقوب، واختاره أبو حاتم اعتبارا بقوله:
(وما ألتناهم) يقال ألت يألت ألتا، قال الشاعر:
أبلغ بني ثعل عني مغلغلة
جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا
جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا
جهد الرسالة لا ألتا ولا كذبا
وليلة ذات ندى سريت
ولم يلتني عن سراها ليت
ولم يلتني عن سراها ليت
ولم يلتني عن سراها ليت
فحلفوا بالله إنهم مؤمنون في السر، والعلانية، وعرف الله غير ذلك منهم، فأنزل الله سبحانه (قل أتعلمون الله بدينكم) الذي أنتم عليه. (والله يعلم ما في السماوات وما في الارض والله بكل شيء عليم يمنون عليك أن أسلموا قل لا تمنوا علي إسلامكم) أي بإسلامكم. (بل الله يمن عليكم أن هداكم للإيمان) وفي مصحف عبد الله (إذ هداكم للإيمان) * * (إن كنتم صادقين) أنكم مؤمنون. (إن الله يعلم غيب السماوات والارض والله بصير بما تعملون) قرأ ابن كثير، والأعمش، وطلحة، وعيسى (بالياء)، غيرهم (بالتاء).