التطوع والنهوض العلمي - تطوع و النهوض العلمی نسخه متنی

اینجــــا یک کتابخانه دیجیتالی است

با بیش از 100000 منبع الکترونیکی رایگان به زبان فارسی ، عربی و انگلیسی

تطوع و النهوض العلمی - نسخه متنی

صالح محمد آل ابراهيم

| نمايش فراداده ، افزودن یک نقد و بررسی
افزودن به کتابخانه شخصی
ارسال به دوستان
جستجو در متن کتاب
بیشتر
تنظیمات قلم

فونت

اندازه قلم

+ - پیش فرض

حالت نمایش

روز نیمروز شب
جستجو در لغت نامه
بیشتر
لیست موضوعات
توضیحات
افزودن یادداشت جدید

التطوع والنهوض العلمي

دراسة عن أثر العمل التطوعي في ازدهار

الحياة العلمية الإسلامية

صالح محمد آل إبراهيم

دار الوفاق العربي

بيروت - لبنان

حقوق الطبع محفوظة

الطبعة الأولى

1420هـ / 2000م

المـقـدمـة

تزداد الحاجة يوماً بعد آخر إلى المشاركة الأهلية التطوعية في رسم مسار المجتمع وتحديد أهدافه وإشباع احتياجاته وعلاج مشكلاته، خصوصاً في الآونة الأخيرة، حيث بدأ مسار الدولة الحديثة في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية في التراجع والانحدار، وأخذ مستوى الخدمات التي تقدمها الدولة للمجتمع في مجالات أساسية كالصحة والتعليم والرعاية الاجتماعية في التدني والضعف، فلم تعد الخدمات المقدمة تفي بالحاجات الآخذة في الازدياد والتعاظم والتنوع في المجتمع، ولم تعد الجهود المبذولة - في ظل ضعف الإمكانيات وقلة الموارد وتقصير بعض المسؤولين - قادرة على مواجهة أعباء ومتطلبات ومشاكل التنمية الشاملة .

فلابد - والحال هذه - من مشاركة أفراد المجتمع وفئاته المختلفة جنباً إلى جنب الدولة لتلافي آثار التقصير الحاصل من قبل البعض، وسد جوانب النقص في الخدمات الأساسية، وإكمال مشوار التنمية الشاملة لأجل تحقيق حياة أفضل للجميع .

وإدراكاً منها لأهمية المشاركة الأهلية، ووعياً منها لقيمة الجهود والأنشطة والخدمات التطوعية وأثرها في حياة الأفراد والمجتمعات، وانطلاقاً من أن تنمية المجتمع وتقدمه ليس من اختصاص الدولة وحدها، وإنما هو مسؤولية مشتركة بين الدولة والمجتمع، فقد أولت بعض المجتمعات الغربية هذا الموضوع اهتماماً كبيراً، ونشطت في تقديم الخدمات التطوعية بشكل كبير وواسع في مختلف المجالات، فكان نتيجة ذلك مئات الألوف من المتطوعين، وآلاف المؤسسات والجمعيات والمنظمات التطوعية التي تعمل بلا أجر في حقول مختلفة من المجتمع، كالصحة والتعليم والثقافة والبيئة والرعاية الاجتماعية، وحقوق الإنسان، والتنمية وغير ذلك .

فقد ذكرت جريدة (الشرق الأوسط- العدد 6733 -5/5/1997م) أن حوالي 93 مليوناً أميركياً يكرِّسون وقتاً للعمل التطوعي كل سنة، وهم يقضون ما يزيد على 20 بليوناً ساعة عمل لصالح الأطفال، والفقراء، والتعليم، وقضايا أخرى.

ونقلت مجلة (ولدي - العدد الرابع - مارس 1999م) أن في بريطانيا أكثر من 20 مليوناً شخصاً من البالغين يمارسون نشاطاً تطوعياً منظّماً.

وإذا عدنا قليلاً إلى الوراء، وبحثنا بتأنٍ ورويّة في تاريخنا الإسلامي، فسنجد أن الحضارة الإسلامية في هذا الشأن سبقت وفاقت كل الحضارات، وأنها عرفت ألواناً من النشاط التطوعي الخيري لم تعرفه سائر الحضارات، وأن المسلمين أفراداً وجماعات، خلفاء ووزراء، وتجاراً وحرفيين، وعلماء وعامة، وزُرَّاعاً وأهل بادية، شاركوا جميعاً بنشاطهم التطوعي، وذلك بنسب متفاوتة، وفق ما تسمح به ظروف كل جماعة وحالة كل فرد .

فقد لقي الأيتام والفقراء والضعفاء رعاية اجتماعية كبيرة من قبل الأثرياء الخيِّرِين حيث أعطيت لهم الصدقات وأنشئت لهم المكاتب، وأوقفت عليهم الأوقاف .

وحظي المرضى أيضاً بقدر كبير من الرعاية الاجتماعية، فأقيمت لهم مؤسسات أطلق عليها اسم (بيمارستانات) لمداواتهم وعلاجهم .

وأقيمت أيضاً مؤسسات لرعاية المقعدين والعميان والعجزة فيها كل ما يحتاجون من سكن ولباس وغذاء .

/ 27