كتاب السقية وفدك :
لم يحتفظ التاريخ لأبي بكر الجوهري البغدادي البصري ، كتابا غير مؤلفه ـ السقيفة وفدك ـ وكأن التاريخ أهمل هذا العالم المحدث ، مع وفور علمه وجهاده الفكري ، وألقاه في زاوية الخمول والنسيان ، فلم يتوجه نحوه أصحاب المعاجم ، ولم يتقرب الى حوزته رجال البحث والتحقيق ، ولذلك لم نجد له في ثنايا المعاجم تراجم شافية ودراسات ضافية ، ولعل كتابه هذا كان الباعث في خموله وخموده .ومهما يكن من أمر ، فقد أهمله رجال الحديث والدراية ، مع علمهم بوجوده وكونه من الرواة والمحدثين ، فنجد مثلا ابن حجر العسقلاني . . . عندما يترجم في كتابه تهذيب التهذيب لواحد من شيوخ الجوهري ، وهو أبو زيد عمر بن شبة المتوفى 262 يذكر الرواة عنه فيقول : روى عنه . . . وأحمد بن عبد العزيز الجوهري . . . ولم يترجم له في حرف الألف من معجمه ، ولا في الكنى والألقاب من كتابه .مع العلم أن أبا بكر الجوهري . . . كان في الرعيل الأول من طبقة المحدثين والرواة الذين أفرد لهم ابن حجر ، وغيره في كتبهم تراجم وافية ، وعقد لهم صفحات الثناء والتقدير ، وقد سارت بذكره الركبان وكانت له حلقات حديث ودراية وأدب في الكوفة ، والبصرة ، وبغداد .وكان على شاكلته الحافظ أبي أحمد بن علي الخطيب البغدادي ، المتوفى عام(1) تهذيب التهذيب 7 : 46 .