* هو الذي أوجد الأشياء من عدمفكيف يدركه مستحدث النسم
انتهـى . يعني أن ليس في وسع الممكن المحدَث ووُجْده أن يقدر قدر الواجب القديم ، «وما قَدَرُوا اللّهَ حقَّ قدره» 1 ؛ ضرورة توقّفه على ضرب من المناسبة الحقيقيّة أو المجازية ليست ولا يكون بين الممكن المحدث والواجب القديم ، فكيف له الوصول إلى سرادقات عزّه؟ لأنّه وما له يجوز عليه الفناء ، بل إنّه الفناء بذاته حين البقاء فضلاً عمّا له من الأحوال ، فلا يناسب بوجه ما ذلك المبدأ المتعال ، «ليس كمثله شيء وهو السميع البصير» ، ومن هاهنا حذّر عباده بقوله : « وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَاللّهُ رَؤوفٌ بِالْعِبَادِ » 2 . وقد بالغ فيه صلىاللهعليهوآله وسلم على ما روي عنه أنّه قال : «كلّنا في ذات اللّه حمقى» 3 ، «تفكّروا في آلاء اللّه ، ولا تتفكّروا في ذاته» 4 . هذا ، سبحان من لم يجعل لخلقه سبيلاً إلى معرفته إلاّ بالعجز عن معرفته . 1 - سورة الأنعام ، الآية 91 ؛ الحج ، الآية 74 ؛ الزمر ، الآية 67 . 2 - سورة آل عمران ، الآية 30 . 3 - لم يوجد في مصدر . 4 - بحار الأنوار ، ج68 ، ص322 ؛ مجمع الزوائد ، ج1 ، ص81 ؛ كنز العمال ، ج3 ، ص106 ؛ الدر المنثور ، ج2 ، ص110 .