تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 129
نمايش فراداده

فيقول منادى ربنا عز و جل : فان ربي يقول : ناد في عرصات القيامة : ألا إني فلان بن فلان ، من أهل بلد كذا [ و كذا ] ، قد رهنت بسيئات كأمثال الجبال و البحار و لا حسنات لي بإزائها ، فأي أهل هذا المحشر كان لي عنده يد أو عارفة فليغثني بمجازاتي عنها ، فهذا أو ان شدة حاجتي إليها .

فينادي الرجل بذلك ، فأول من يجيبه علي بن أبي طالب عليه السلام لبيك لبيك [ لبيك ] أيها الممتحن في محبتي ، المظلوم بعداوتي .

ثم يأتي هو و معه عدد كثير وجم غفير ، و إن كانوا أقل عددا من خصمائه الذين لهم قبله الظلامات .

فيقول ذلك العدد : يا أمير المؤمنين نحن إخوانه المؤمنون ، كان بنا بارا ، و لنا مكرما و في معاشرته إيانا مع كثرة إحسانه إلينا متواضعا ، و قد نزلنا له عن جميع طاعاتنا و بذلناها له .

فيقول علي عليه السلام : فبماذا تدخلون جنة ربكم ؟ فيقولون : برحمته الواسعة التي لا يعدمها من والاك ، و و الى آلك ، يا أخا رسول الله صلى الله عليه و آله .

فيأتي النداء من قبل الله عز و جل : يا أخا رسول الله هؤلاء اخوانه المؤمنون قد بذلوا له ، فانت ماذا تبذل له ؟ فاني أنا الحاكم ( 1 ) ، ما بيني و بينه من الذنوب قد غفرتها له بموالاته إياك ، و ما بينه و بين عبادي (2 ) من الظلامات ، فلا بد من فصل الحكم بينه و بينهم .

فيقول على عليه السلام : يا رب أفعل ما تأمرني .

فيقول الله عز و جل : [ يا علي ] اضمن لخصمائه تعويضهم عن ظلاماتهم قبله .

فيضمن لهم علي عليه السلام ذلك ، و يقول لهم : اقترحوا علي ما شئتم أعطكموه عوضا عن ظلاماتكم قبله .

فيقولون : يا أخا رسول الله تجعل لنا بازاء ظلاماتنا قبله ثواب نفس من أنفاسك

1 ) " الحكم " ص ، التأويل ، و البحار .

2 ) " العباد " أ .