تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 156
نمايش فراداده

قصة الغمامة .

و الجن على أن يأتوا بمثل هذا القرآن ، لا يأتون بمثله و لو كان بعضهم لبعض ظهيرا ) ( 1 ) [ قصة الغمامة : ] 77 - قال الحسن بن على عليه السلام : فقلت لابي " علي بن محمد " عليهما السلام : كيف كانت هذه الاخبار في هذه الآيات التي ظهرت على رسول الله صلى الله عليه و آله بمكة و المدينة ؟ فقال : يا بني استأنف لها النهار .

فلما كان في الغد ، قال : يا بني أما الغمامة فان رسول الله صلى الله عليه و آله كان يسافر (2 ) إلى الشام مضاربا لخديجة بنت خويلد ، و كان من مكة إلى بيت المقدس مسيرة شهر فكانوا في حمارة القيظ ( 3 ) يصيبهم حر تلك البوادي ، و ربما عصفت عليهم فيها الرياح و سفت عليهم الرمال و التراب .

و كان الله تعالى في تلك الاحوال يبعث لرسول الله صلى الله عليه و آله غمامة تظله فوق رأسه تقف بوقوفه ، و تزول بزواله ، إن تقدم تقدمت ، و إن تأخر تأخرت ، و إن تيامن تيامنت ، و إن تياسر تياسرت ، فكانت تكف عنه حر الشمس من فوقه ، و كانت تلك الرياح المثيرة لتلك الرمال و التراب ، تسفيها ( 4 ) في وجوه قريش و وجوه رواحلهم ( 5 ) حتى إذا دنت من محمد صلى الله عليه و آله هدأت و سكنت ، و لم تحمل شيئا من رمل و لا تراب ، وهبت عليه ريحا باردة لينة ، حتى كانت قوافل قريش يقول قائلها : جوار محمد أفضل من خيمة .

فكانوا يلوذون به ، و يتقربون إليه فكان الروح يصيبهم بقربه ، و إن كانت الغمامة

1 ) عنه البحار : 8 / 299 ح 54 قطعة ، وج 9 / 175 ح 4 ، وج 17 / 214 ضمن ح 20 ، وج 92 / 28 ضمن ح 33 و البرهان : 1 / 67 ح 1 ، و الاية الاخيرة من سورة الاسراء : 88 .

2 ) " سائر " أ .

3 ) " حارة القيظة " 4 ) " تنسفها " أ .

سفت و أسفت الريح التراب : ذرته أو حملته .

5 ) " رواحلها " أ ، س .