و اما من عارضنا ( 1 ) بلم ؟ و كيف ؟ و نقض الجملة بالتفصيل ، قالت له الملائكة على الصراط : واقفنا يا عبد الله ، و جادلنا على أعمالك كما جادلت [ أنت ] في الدنيا الحاكين (2 ) لك [ عن ] أئمتك .
فيأتيهم النداء : صدقتم ، بما عامل فعاملوه ، ألا فواقفوه .
فيواقف و يطول حسابه و استقبلت في ذلك الحساب عذابه ، فما أعظم هناك ندامته ، و أشد حسراته ، لا ينجيه هناك إلا رحمة الله - إن لم يكن فارق في الدنيا جملة دينه - و إلا فهو في النار أبدا الآباد ( 3 ) .
[ و ] قال الباقر عليه السلام : و يقال للموفي بعهوده - في الدنيا في نذوره و إيمانه و مواعيده - : يا أيتها الملائكة و فى هذا العبد في الدنيا بعهوده ، فأوفوا له ههنا بما وعدناه ، و سامحوه ، و لا تناقشوه .
فحينئذ تصيره الملائكة إلى الجنان .
و أما من قطع رحمه ، فان كان وصل رحم محمد صلى الله عليه و آله و [ قد ] قطع رحم نفسه شفع أرحام محمد صلى الله عليه و آله [ له ] إلى رحمه ، و قالوا [ له ] : لك من حسناتنا و طاعاتنا ما شئت ، فاعف عنه .
فيعطونه منها ما يشاء ، فيعفو عنه ، و يعطي الله المعطين ما ينفعهم ( 4 ) و لا ينقصهم .
و ان [ كان ] وصل أرحام نفسه ، و قطع أرحام محمد صلى الله عليه و آله بأن جحد حقوقهم و دفعهم عن واجبهم ، و سمى غيرهم بأسمائهم ، و لقب غيرهم بألقابهم ، و نبز ( 5 ) بالالقاب القبيحة مخالفيه من أهل ولايتهم .
قيل له : يا عبد الله اكتسبت عداوة آل محمد الطهر ( 6 ) أئمتك ، لصداقة هؤلاء
1 ) " عارض " ب ، س ، ط ، و البحار . و فى " أ " : بكم بدل " بلم " . 2 ) " الحاكمين " أ ، ص و البحار . 3 ) " الابد " أ . " الابدين " البحار ، و البرهان . و المعنى واحد . 4 ) " و يعوض الله المعطين " ب ، س ، ط ، و البحار . 5 ) " نبذ " ص . النبز - بالتحريك : - اللقب ، و كأنه يكثر فيما كان ذما . ( النهاية : 5 / 8 ) . و نبذ الشيء : طرحه و رمى به . 6 ) " الطهراء " ب ، س ، ط ، و البحار .