تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 210
نمايش فراداده

فاستعن بهم الآن ليعينوك ، فلا يجد معينا و لا مغينا ، و يصير إلى العذاب الاليم المهين .

قال الباقر عليه السلام : و من سمانا بأسمائنا و لقبنا بألقابنا و لم يسم أضدادنا بأسمائنا و لم يلقبهم بألقابنا إلا عند الضرورة التي عند مثلها نسمي نحن ، و نلقب أعداءنا بأسمائنا و ألقابنا ، فان الله عز و جل يقول لنا يوم القيامة : اقترحوا لاوليائكم هؤلاء ما تعينونهم ( 1 ) به .

فنقترح لهم على الله عز و جل ما يكون قدر الدنيا كلها فيه كقدر خردلة في السماوات و الارض ، فيعطيهم الله تعالى إياه ، و يضاعفه لهم [ أضعافا ] مضاعفات .

فقيل للباقر عليه السلام : فان بعض من ينتحل موالاتكم يزعم أن البعوضة علي عليه السلام و أن ما فوقها - و هو الذباب - محمد رسول الله صلى الله عليه و آله .

فقال الباقر عليه السلام : سمع هؤلاء شيئا [ و ] لم يضعوه على وجهه .

إنما كان رسول الله صلى الله عليه و آله قاعدا ذات يوم هو و علي عليه السلام إذ سمع قائلا يقول : ما شاء الله وشاء محمد ، و سمع آخر يقول : ما شاء الله ، وشاء علي .

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : لا تقرنوا محمدا و [ لا ] عليا بالله عز و جل و لكن قولوا : ما شاء الله ثم [ شاء محمد ما شاء الله ثم ] (2 ) شاء علي .

إن مشية الله هي القاهرة التي لا تساوي ، و لا تكافأ و لا تداني .

و ما محمد رسول الله في [ دين ] ( 3 ) الله و في قدرته إلا كذبابة تطير في هذه الممالك الواسعة .

و ما على عليه السلام في [ دين ] الله و في قدرته إلا كبعوضة في جملة هذه الممالك .

مع أن فضل الله تعالى على محمد و علي هو الفضل الذي لا يفي ( 4 ) به فضله على

1 ) " تغنونهم " البحار .

2 ) " ما شاء محمد ثم ما شاء على ثم ما شاء محمد ما شاء الله ثم ما " البحار .

شاء محمد ثم " البرهان .

3 ) أى الملك و الحكم .

4 ) أى يقصر عنه و لا يوازيه . " ما يفئ " أ ، ب ، ط .