تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 287
نمايش فراداده

معجزة عظيمة معجزات النبى صلى الله عليه وآله باقتراح اليهود .

موجبها و لو ذهب محمد يريكم آية من عنده لشككتم ، و قلتم : إنه متكلف مصنوع محتال فيه ، معمول أو متواطأ عليه ، فإذا اقترحتم أنتم فأراكم ما تقترحون لم يكن لكم أن تقولوا معمول أو متواطأ عليه أو متأتي بحيلة و مقدمات ، فما الذي تقترحون ؟ فهذا رب العالمين قد وعدني أن يظهر لكم ما تقترحون ليقطع معاذير الكافرين منكم ، و يزيد في بصائر المؤمنين منكم .

قالوا : قد أنصفتنا يا محمد ، فان وفيت بما وعدت من نفسك من الانصاف ، و إلا فأنت أول راجع من دعواك للنبوة ، و داخل في غمار ( 1 ) الامة ، و مسلم لحكم التوراة لعجزك عما نقترحه عليك ، و ظهور الباطل في دعواك فيما ترومه من جهتك .

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : الصدق ينبئ عنكم (2 ) لا الوعيد ، اقترحوا ما تقترحون ليقطع معاذيركم فيما تسألون .

[ معجزة عظيمة من معجزات النبي صلى الله عليه و آله باقتراح اليهود : ] فقالوا : يا محمد زعمت أنه ما في قلوبنا شيء من مواساة الفقراء ، و معاونة الضعفاء و النفقة في إبطال الباطل ، و إحقاق الحق ، و أن الاحجار ألين من قلوبنا ، و أطوع لله منا ، و هذه الجبال بحضرتنا ، فهلم بنا إلى بعضها ، فاستشهده على تصديقك و تكذيبنا فان نطق بتصديقك فأنت المحق ، يلزمنا اتباعك ، و إن نطق بتكذيبك أو صمت فلم يرد جوابك ، فاعلم بانك المبطل في دعواك ، المعاند لهواك .

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : نعم هلموا بنا إلى أيها شئتم أستشهده ، ليشهد لي عليكم فخرجوا إلى أوعر جبل رأوه ، فقالوا : يا محمد هذا الجبل فاستشهده .

1 - أى جماعة الناس و لفيفهم .

2 ) " بيني و بينكم " البحار : 9 .

قال الميداني في مجمع الامثال : 398 رقم 2111 " الصدق ينبئ عنك لا الوعيد " يقول : انما ينبئ عدوك عنك أن تصدقه في المحاربة و غيرها لا أن توعده و لا تنفذ لما توعد به .