تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 354
نمايش فراداده

و يحتج علينا في تفضيل الاول و الثاني و الثالث على أمير المؤمنين عليه السلام ، و يورد علينا حججا لا ندري كيف الجواب عنها و الخروج منها ؟ فقال الحسن عليه السلام : أنا أبعث إليكم من يفحمه عنكم ، و يصغر شأنه لديكم .

فدعا برجل من تلامذته و قال : مر بهؤلاء إذا كانوا مجتمعين يتكلمون فتسمع إليهم ، فيستدعون منك الكلام فتكلم ، و أفحم صاحبهم ، و اكسر عزته ( 1 ) و فل (2 ) حده و لا تبق له باقية .

فذهب الرجل ، و حضر الموضع و حضروا ، و كلم الرجل فأفحمه ، و صيره لا يدري في السماء هو ، أو في الارض ؟ [ قالوا : ] و وقع علينا من الفرح و السرور ما لا يعلمه إلا الله تعالى ، و على الرجل و المتعصبين له من الحزن و الغم مثل ما لحقنا من السرور .

فلما رجعنا إلى الامام قال لنا : إن الذي في السماوات من الفرح و الطرب بكسر هذا العدو لله كان أكثر مما كان بحضرتكم ، و الذي كان بحضرة إبليس و عتاة مردته - من الشياطين - من الحزن و الغم أشد مما كان بحضرتهم .

و لقد صلى على هذا [ العبد ] الكاسر له ملائكة السماء و الحجب و الكرسي ، و قابلها الله بالاجابة ، فأكرم إيابه ، و عظم ثوابه .

و لقد لعنت تلك الاملاك عدو الله المكسور ، و قابلها الله بالاجابة فشدد حسابه و أطال عذابه .

(2 ) قوله عز و جل : " و قولوا للناس حسنا " .

240 - قال الصادق ( 4 ) عليه السلام : ( و قولوا للناس ) كلهم ( حسنا ) مؤمنهم و مخالفهم :

1 ) " غربه " س ، ص ، ق ، د ، و الاحتجاج . " غرته " البحار .

الغرب : الحدة و المراد : كسر شوكته و بأسه .

2 ) أى كسر .

3 ) عنه البحار : 2 / 11 ح 23 ، و عن الاحتجاج : 1 / 12 .

4 ) " الامام " البحار : 71 .