فقالت ( 1 ) أم سملة و رفعت جانب العباء لتدخل ، فكفها رسول الله صلى الله عليه و آله و قال : لست هناك و إن كنت في خير و إلى خير .
فانقطع عنها طمع البشر .
و كان جبرئيل معهم ، فقال : يا رسول الله و أنا سادسكم ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : نعم أنت سادسنا .
فارتقى السماوات ، و قد كساه الله من زيادة الانوار ما كادت الملائكة لا تبينه حتى قال : بخ بخ من مثلي ؟ أنا جبرئيل سادس محمد و علي و فاطمة و الحسن و الحسين عليهم السلام .
و ذلك ما فضل الله به جبرئيل على سائر الملائكة في الارضين و السماوات (2 ) .
قال : ثم تناول رسول الله صلى الله عليه و آله الحسن بيمينه و الحسين بشماله ، فوضع هذا على كاهله الايمن ، و هذا على كاهله الايسر ، ثم وضعهما على الارض ، فمشى بعضهما إلى بعض يتجاذبان ، ثم اصطرعا ، فجعل رسول الله صلى الله عليه و آله يقول للحسن : " أيها ( 3 ) [ يا ] أبا محمد " فيقوى الحسن ، و يكاد يغلب الحسين [ ثم يقوى الحسين عليه السلام فيقاومه ] .
فقالت فاطمة عليها السلام : يا رسول الله أتشجع الكبير على الصغير ؟ فقال لها رسول الله صلى الله عليه و آله : يا فاطمة أما إن جبرئيل و ميكائيل كما ( 4 ) قلت للحسن : " أيها [ يا ] أبا محمد " قالا للحسين : " أيها [ يا ] أبا عبد الله " فلذلك تقاوما و تساويا - أما إن الحسن و الحسين حين ( 5 ) كان يقول رسول الله صلى الله عليه و آله للحسن : " أيها أبا محمد " و يقول جبرئيل : " أيها أبا عبد الله " لو رام كل واحد منهما حمل الارض بما عليها من جبالها و بحارها و تلالها ، و سائر ما على ظهرها لكان أخف عليهما من شعرة على أبدانهما ، و إنما تقاوما لان كل واحد منهما نظير الآخر - هذان قرتا عيني ، هذان
1 ) أى فأقبلت . " فقامت " البحار . " فقالت فاطمة " ب ، ط ، و هو تصحيف ، و اسم ام سلمة : هند ، 2 ) تقدم حديث العباءة ص 376 . 3 ) ايه : اسم فعل للاستزادة من حديث أو فعل . 4 ) " كلما " ط ، ق ، و البحار . 5 ) " لما " س ، و البحار .