تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 469
نمايش فراداده

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : لا جرم إن ( 1 ) إطلع الله على قلبك و وجد ما فيه موافقا لما جرى على لسانك ، جعلك مني بمنزلة السمع و البصر و الرأس من الجسد ، و بمنزلة الروح من البدن ، كعلي الذي هو مني كذلك ، و علي فوق ذلك لزيادة فضائله و شريف خصاله .

يا أبا بكر إن من عاهد الله ثم لم ينكث و لم يغير ، و لم يبدل و لم يحسد من قد أبانه (2 ) الله بالتفضيل فهو معنا في الرفيق الاعلى ، و إذا أنت مضيت على طريقة يحبها منك ربك ، و لم تتبعها بما يسخطه ، و وافيته بها إذا بعثك بين يديه ، كنت لولاية الله مستحقا ، و لمرافقتنا في تلك الجنان مستوجبا .

أنظر أبا بكر فنظر في آفاق السماء ، فرأى أملاكا من نار على أفراس من نار ، بأيديهم رماح من نار ، كل ينادي : يا محمد مرنا بأمرك في [ أعدائك و ] مخالفيك نطحطحهم .

ثم قال : تسمع على الارض .

فتسمع فإذا هي تنادي : يا محمد مرني بأمرك في أعدائك أمتثل أمرك .

ثم قال : تسمع على الجبال ، فتسمعها تنادي : يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نهلكهم .

ثم قال : تسمع على البحار ، فاحضرت البحار بحضرته ، و صاحت أمواجها تنادي ( 3 ) : يا محمد مرنا بأمرك في أعدائك نمتثله .

ثم سمع السماء و الارض و الجبال و البحار كل يقول : [ يا محمد ] ( 4 ) ما أمرك ربك بدخول الغار لعجزك عن الكفار ، و لكن إمتحانا و ابتلاءا ليتخلص ( 5 ) الخبيث من

1 ) تدبر معناها - و ما إدراك ما معناها - و جوابها " جعلك " ، أنظر تعليقتنا هامش : 1 ص 466

2 ) " أثابه " خ ل .

3 ) " و قالت " س ، ط ، د .

4 ) من البحار .

5 ) أى ليتميز .