تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 491
نمايش فراداده

أنفسنا ما تدعي لنعلم صدقك ، و لن تفعله لانك من الكذابين .

فقال رسول الله صلى الله عليه و آله لعلي عليه السلام : استشهد جوارحهم .

فاستشهدها علي عليه السلام ، فشهدت كلها عليهم أنهم لا يودون أن ينزل على امة محمد على لسان محمد خير من عند ربكم آية بينة ، و حجة معجزة لنبوته ، و إمامة أخيه علي عليه السلام مخافة أن تبهرهم حجته ، و يؤمن به عوامهم ، و يضطرب عليهم كثير منهم .

فقالوا : يا محمد لسنا نسمع هذه الشهادة التي تدعي أن جوارحنا تشهد بها .

فقال : يا علي هؤلاء من الذين قال الله تعالى : ( إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون و لو جاءتهم كل آية ) ( 1 ) .

ادع عليهم بالهلاك .

فدعا عليهم علي عليه السلام بالهلاك ، فكل جارحة نطقت بالشهادة على صاحبها انفتت (2 ) حتى مات مكانه .

فقال قوم آخرون حضروا من اليهود : ما أقساك يا محمد قتلتهم أجمعين ! فقال رسول الله صلى الله عليه و آله : ما كنت لالين على من اشتد عليه غضب الله تعالى أما إنهم لو سألوا الله تعالى بمحمد و علي و آلهما الطيبين أن يمهلهم و يقيلهم لفعل بهم كما كان فعل بمن كان من قبل من عبدة العجل لما سألوا الله بمحمد و علي و آلهما الطيبين ، و قال الله لهم على لسان موسى : لو كان دعا بذلك على من قد قتل لاعفاه الله من القتل كرامة لمحمد و علي و آلهما الطيبين عليهم السلام .

( 3 )

1 ) يونس : 96 - 7 .

2 ) " انفتقت " ق ، و البحار ، و مدينة المعاجز ، فت الشيء : دقه .

الفتيت : الشيء يسقط فيتقطع و يتفتت .

3 ) عنه البحار : 9 / 333 ، و البرهان : 1 / 139 ح 1 ، و مدينة المعاجز : 74 ح 186 .