تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 528
نمايش فراداده

إن الجدال على قسمين .

و قالت الثنوية : النور و الظلمة هما المدبران ، و من خالفنا في هذا ضل .

و قال مشركو العرب : إن أوثاننا آلهة ، من خالفنا في هذا ضل ( 1 ) .

فقال الله تعالى : " تلك أمانيهم " التي يتمنونها " قل - لهم - هاتوا برهانكم " على مقالتكم " إن كنتم صادقين " (2 ) .

[ في ان الجدال على قسمين : ] 322 - و قال الصادق عليه السلام - و قد ذكرنا عنده الجدال في الدين ، و أن رسول الله و الائمة عليهم السلام قد نهوا عنه - فقال الصادق عليه السلام : لم ينه عنه مطلقا ، و لكنه نهى عن الجدال بغير التي هي أحسن أما تسمعون الله عز و جل يقول : " و لا تجادلوا أهل الكتاب إلا بالتي هي أحسن ( 3 ) " و قوله تعالى : " ادع إلى سبيل ربك بالحكمة و الموعظة الحسنة و جادلهم بالتي هي أحسن " ( 4 ) .

فالجدال بالتي هي أحسن قد قرنه ( 5 ) العلماء بالدين ، و الجدال بغير التي هي أحسن محرم حرمه الله تعالى على شيعتنا ، و كيف يحرم الله الجدال جملة و هو يقول : " و قالوا لن يدخل الجنة الا من كان هودا أو نصارى " و قال الله تعالى : " تلك أمانيهم قل هاتوا برهانكم ان كنتم صادقين " ؟ فجعل علم الصدق و الايمان بالبرهان ، و هل يؤتى بالبرهان إلا في الجدال بالتي هي أحسن ؟

الموجودات من الطبائع المتعاقبة لا إلى نهاية .

إذا تقرر هذا فاعلم أن الظاهر أن المطلوب أولا إثبات الحدوث الزماني ، فان الظاهر من " البدء " البدء الزماني ، و يؤيده قوله [ كما سيأتي ] " و هي دائمة لم تزل و لا تزال " .

ذكره المجلسي - رحمه الله - .

1 ) لزيادة الاطلاع ، راجع الملل و النحل : 1 / 244 ، وج 2 / 235 .

2 ) عنه البحار : 9 / 255 صدر ح 1 ، و البرهان : 1 / 143 صدر ح 1 .

3 ) العنكبوت : 46 .

4 ) النحل : 125 .

5 ) " ذكره " ص .