تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 623
نمايش فراداده

و مولاة من كنت تواليه من محمد و علي الطيبين ( 1 ) من آلهما الذين زعموا أنهم في الشدائد أنصارك ، و في الملمات أعوانك .

و ذهب ما كنت تؤمل هباءا منثورا ، و انكشف أحاديثهم لك ، و أطماعهم إياك (2 ) من أعظم الغرور ، و أبطل الاباطيل ، و أنا الامام الذي كنت تدعي إليه ، و صاحب الحق الذي كنت تدل عليه ، و قد كنت باعتقاد إمامة غيري من قبل مغرورا فان أردت أن اخلصك من هؤلاء ، و أذهب بك إلى بلاد نازحة ( 3 ) ، و أجعلك هناك رئيسا سيدا فاسجد لي على خشبتك هذه سجدة معترف بأني أنا الملك لا نقادك ، لانقذك .

فغلب عليه الشقاء و الخذلان ، و اعتقد قوله و سجد له ، ثم قال : انقذني .

فقال له : إني بري منك ، إني أخاف الله رب العالمين .

و جعل يسخر و يطنز به ، و تحير المصلوب ، و اضطرب عليه اعتقاده ، و مات بأسوأ عاقبة ، فذلك الذي أداه إلى هذا الخذلان .

( 4 ) قوله عز و جل : " و من الناس من يشرى نفسه ابتغاء مرضات الله و الله رؤوف بالعباد " 207 .

364 - قال الامام عليه السلام : ( و من الناس يشري نفسه ) ( 5 ) يبيعها ( ابتغاء مرضات

1 ) أقول : لاحظ أن الشيطان هنا هو في مقام الاغواء لمن صلب و به رمق ، فهو بالتالى لابد أن يسالمه و يسايره على ما يدعى اعتقاده من دون أن يجرحه في شيء من ذلك ، حتى يقول له " .

و الطيبين من آلهما الذين زعموا .

ذهب ما كنت تؤمل .

" فتدبر .

2 ) " اطاعتك إياهم " البحار .

3 ) أى بعيدة .

4 ) عنه البحار : 75 / 318 ضمن ح 41 .

و قصة العابد مروية في مصادر عديدة كما ذكرنا ، فراجع .

5 ) أقول : اتفقت روايات الفريقين على أن الاية نزلت بحق مولانا أمير المؤمنين على بن أبى طالب عليه السلام " ليلة المبيت " حين اتفق المشركون على قتل رسول الله صلى الله