ادعى " زيد بن ( 1 ) محمد " إلى أن ولد لعلي الحسن و الحسين عليهما السلام فكرهت ذلك لاجلهما (2 ) ، و قلت - لمن كان يدعوني - : احب أن تدعوني زيدا مولى رسول الله
1 ) إليك هذه الايات : " و اذ تقول للذي أنعم الله عليه و أنعمت عليه أمسك عليك زوجك و اتق الله و تخفى في نفسك ما الله مبديه و تخشى الناس ، و الله أحق أن تخشاه . فلما قضى زيد منها وطرأ زوجناكها لكي لا يكون على المؤمنين حرج في أزواج أدعيائهم إذا قضوا منهن وطرأ ، و كان أمر الله مفعولا . ما كان على النبي من حرج فيما فرض الله له سنة الله في الذين خلوا من قبل ، و كان أمر الله قدرا مقدورا . . ما كان محمد أبا أحد من رجالكم و لكن رسول الله و خاتم النبيين . " 37 - 40 " و ما جعل أدعياءكم أبناءكم ذلكم قولكم بأفواهكم . ادعوهم لابائهم هو أقسط عند الله فان لم تعلموا آباءهم فإخوانكم في الدين . . " الاحزاب : 4 - 5 . أقول : و الضابط أن من كان أبا أو أخا أو ابنا بالحقيقة ، فله أحكام خاصة بين الاب و ابنه و بين الاخوين ، و إذا كان ادعائيا ، كأن تبنى رسول الله زيدا ، أو قال : أنا و على أبوا هذه الامة ، أو جعل عليا أخاه ، بل نفسه في آية المباهلة " أنفسنا و أنفسكم " فهذا ليس الا ادعاءا و شرافة ، و لها أحكامها الخاصة بها ، و لا تغير ما كان لها من قبل الا أن تناله يد التنزيل و الاعتبار كما ثبت في النسب الرضاعي . و على هذا تزوج النبي صلى الله عليه و آله من أمته ، و زوج فاطمة من على ( ع ) و كذلك الحال في أزواج الادعياء شرعا ، و انما كان رسول الله اسوة لكي لا يكون حرج على المؤمنين في أزواج أدعيائهم . و السر في ذلك ما قاله تعالى " ذلك قولكم بأفواهكم " . 2 ) لا عجب من زيد هذا اذ عرف النبي صلى الله عليه و آله و أخلص في حبه له و آله متفانيا و آثر آل الرسول صلى الله عليه و آله بما نهى النفس عن الهوى متفاخرا . فكان حقا لهذا المحب الواله الناطق بلسان قلبه أن يستحيى من أن يدعى ب " زيد بن محمد " مضاهيا بالبنوة لريحانتى رسول الله صلى الله عليه و آله و ابنيه الحسن و الحسين عليهما السلام كيف لا و ان الحسين عليه السلام وصفه جبرئيل الامين عن رب العالمين - يوم هبط للتهنئة بميلاده - بأنه سيد الشهداء من الاولين و الاخرين . و هذا فضل من الله و مقام محمود لا ينال الا بهدى الله و تقاه ، و لا يطعن بفرية اللسان ، و جرح