تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 672
نمايش فراداده

إنك لما قلت لهذا العبد : أحسنت في كفك عن القتال توقيرا لعلي بن أبي طالب عليه السلام أخي محمد رسول الله ، كما قلت لصاحبه : أسأت في تعديك على من كف عنك توقيرا لعلي بن أبي طالب عليه السلام و قد كان لك قرنا كفيا ( 1 ) كفوا ، قالت الملائكة كلها له : بئس ما صنعت [ يا عدو الله ] و بئس العبد أنت في تعديك على من كف عن دفعك عن نفسه توقيرا لعلي بن أبي طالب عليه السلام أخي محمد رسول الله صلى الله عليه و آله .

[ و قال الله عز و جل : بئس العبد أنت يا عبدي في تعديك على من كف عنك توقيرا لاخي محمد ] ثم لعنه الله من فوق العرش ، وصلى عليك يا سعد في حثك على توقير علي بن أبي طالب عليه السلام و على صاحبك في قبوله منك .

ثم قالت الملائكة : يا ربنا لو أذنت [ لنا ] لانتقمنا من هذا المتعدي .

فقال الله عز و جل : يا عبادي سوف أمكن سعد بن معاذ بن الانتقام منهم (2 ) ، و أشفي غيظه حتى ينال فيهم بغيته ، و أمكن هذا المظلوم من ذلك الظالم و ذويه بما هو أحب إليهما ( 3 ) من إهلاككم لهذا المتعدي ، إني أعلم ما لا تعلمون .

فقالت الملائكة : يا ربنا أ فتأذن لنا أن ننزل إلى هذا المثخن بالجراحات من شراب الجنة و ريحانها لينزل به عليه الشفاء ؟ فقال الله عز و جل : سوف أجعل له أفضل من ذلك ريق محمد - ينفث منه عليه - و مسح يده عليه ، فيأتيه الشفاء و العافية ، يا عبادي إني أنا المالك للشفاء ، و الاحياء و الاماتة ، و الاغناء ، و الافقار ، و الاسقام ، و الصحة ، و الرفع ، و الخفض ، و الاهانة و الاعزاز دونكم و دون سائر خلقي .

قالت الملائكة : كذلك أنت يا ربنا .

1 ) " وفيا " ص ، و البحار .

2 ) الظاهر أن المتعدي - و الذى راى سعد فيه النفاق - كان مدفوعا من بني قريظة على ما سيأتي .

3 ) " اليه " البحار .