تفسیر المنسوب إلی الامام أبی محمد الحسن بن علی العسکری علیه السلام

محقق: م‍درس‍ه‌ الام‍ام‌ ال‍م‍ه‍دی‌ ع‍ل‍ی‍ه‍م ‌ال‍س‍لام‌

نسخه متنی -صفحه : 679/ 70
نمايش فراداده

خيراتها مائة ألف ألف مرة .

قال عليه السلام : فجعلوا يهزؤون به و يقولون : يا سلمان لقد ادعيت مرتبة عظيمة شريفة نحتاج أن نمتحن صدقك من كذبك فيها ، و ها نحن أولا ( 1 ) قائمون إليك بسياط فضاربوك بها ، فسل ربك أن يكف أيدينا (2 ) عنك .

فجعل سلمان يقول : أللهم اجعلني على البلاء صابرا .

و جعلوا يضربونه بسياطهم حتى أعيوا و ملوا ، و جعل سلمان لا يزيد على قوله : أللهم اجعلني على البلاء صابرا .

فلما ملوا و أعيوا ، قالوا له : يا سلمان ما ظننا أن روحا تثبت في مقرها مع مثل هذا العذاب الوارد عليك ، فما بالك لا تسأل ربك أن يكفنا عنك ؟ [ ف ] فقال : لان سؤالي ذلك ربي خلاف الصبر ، بل سلمت لا مهال الله تعالى لكم ، و سألته الصبر .

فلما استراحوا قامرا إليه بعد بسياطهم ، فقالوا : لا نزال نضربك بسياطنا حتى تزهق روحك أو تكفر بمحمد .

فقال : ما كنت لافعل ذلك ، فان الله قد أنزل على محمد ( الذين يؤمنون بالغيب ) و إن احتمالي لمكارهكم - لادخل في جملة من مدحه الله بذلك - سهل علي يسير .

فجعلوا يضربونه بسياطهم حتى ملوا ، ثم قعدوا ، و قالوا : يا سلمان لو كان لك عند ربك قدر لايمانك بمحمد لاستجاب [ الله ] ( 3 ) دعاءك و كفنا عنك .

فقال سلمان : ما أجهلكم ! كيف يكون مستجيبا دعائي إذا فعل بي ( 4 ) خلاف ما أريد منه ، أنا أردت منه الصبر فقد استجاب لي و صبرني ، و لم أسأله كفكم عني فيمنعني حتى يكون ضد دعائي كما تظنون .

فقاموا اليه ثالثة بسياطهم ، فجعلوا يضربونه و سلمان لا يزيد على [ قوله : ] أللهم صبرني على البلاء في حب صفيك و خليلك محمد .

1 ) " إذا " ب ، ط .

2 ) " عذابنا " أ .

3 ) من البحار .

4 ) " لي " أ .