حاشیة علی کفایة الأصول

السید حسین البروجردی؛ المقرر:

جلد 1 -صفحه : 598/ 43
نمايش فراداده

[ إلا حسنه ، و الظاهر أن صحة استعمال اللفظ في نوعه أو مثله من قبيله ، كما يأتى الاشارة إلى تفصيله .]

الاستعمال ، و الصحة بهذا المعنى ، اي الصحة اللغوية ، ليست مقولة بالتشكيك ، كما هو واضح ، و ملاكها موافقة الاوضاع و الاصطلاحات .

و أما الحسن فهو ملاحة الاستعمال ، و يقابله القبح و بشاعة الاستعمال ، و هما مقولان بالتشكيك ، فرب كلام يكون أملح و أحسن من الآخر ، و هكذا إلى أن يصل إلى حد الاعجاز ، و ملاكهما في الحقايق هو كون نقل ذهن المخاطب إلى المعنى بهذا اللفظ واقعا موقعه ، بحسب الفرض الداعي للمتكلم ، أو واقع موقعه بحسبه ، و في المجازات كون نقل ذهن المخاطب إلى المعنى المجازي الذي هو المراد بالاعلام جدا واقعا موقعه حسب الغرض ، أو واقع موقعه ، و هي من هذه الجهة كالحقايق ، من حيث ملاك الحسن و القبح و مراتبهما ، و تزيد على الحقايق في ملاك الحسن و القبح بان يكون نقل الذهن إلى المراد الجدي المجازي بتوسط ما يحسن عند العقل جعله طريقا اليه ، اى يحسن دعوى اتحاده معه أو لا يحسن .

و بعبارة أوضح لما كان " رأيت زيدا " إخبارا عن رؤية زيد ، فملاك حسنه كونه واقعا موقعه ، و ملاك ضده ضده ، و أما قولك : " رأيت أسدا " فهو إخبار بروية زيد و كونه اسدا ، فحسنه مبني على كون كل منهما واقعا موقعه ، فقد يكون من إحدى الجهتين حسنا دون الاخرى ، و الجهة الخاصة بالمجاز هو حسن الانتقال من المعنى الحقيقي إلى المجازي ، و ملاكه حسن دعوى الاتحاد ، و حسن دعوى الاتحاد قد يكون لوجود المشابهة التامة في أظهر خواص المعنى الحقيقي ، و قد يكون لوجود ضده ، فيكون في دعوى الاتحاد تهكم و هزء فتكون مليحة ، و قد يكون لاجل أن الاتحاد محصل للغرض فيدعيه توصلا إلى حصول الغرض ، و إن