تفسیر نور الثقلین

عبد علی بن جمعة العروسی حویزی؛ مصحح: الحاج السید ه‍اش‍م‌ ال‍رس‍ول‍ی‌ ال‍م‍ح‍لات‍ی‌

جلد 3 -صفحه : 629/ 424
نمايش فراداده

ذهب و لا فضة و لا إنكار على أسرار ، هذا تدبير الله أما تقرأ : " بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول و هم بأمره يعملون " .

44 - و روى الاصبغ بن نباتة قال : كنا نمشى خلف على عليه السلام و معنا رجل من قريش فقال : يا أمير قد قتلت الرجال و أيتمت الاطفال و فعلت و فعلت ؟ فالتفت اليه عليه السلام و قال : اخسأ فإذا هو كلب اسود فجعل يلوذ به و يبصبص ( 1 ) فرآه عليه السلام فرحمه فحرك شفتيه فإذا هو رجل كما كان ، فقال رجل من القوم : يا أمير المؤمنين أنت تقدر على مثل هذا و يناويك معاوية ( 2 ) فقال : نحن عباد مكرمون لا نسبقه بالقول و نحن بأمره عاملون .

45 - في تفسير على بن إبراهيم قال الصادق عليه السلام : ما أتى جبرئيل رسول الله صلى الله عليه و اله الا كئيبا حزينا ، و لم يزل كذلك منذ أهلك الله فرعون ، فلما أمره الله بنزول هذه الاية : " ألان و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين " نزل عليه و هو ضاحك مستبشر فقال رسول الله : ما اتيتنى يا جبرئيل الا و تبينت الحزن في وجهك حتى الساعة قال : نعم يا محمد لما غرق الله فرعون قال : " آمنت انه لا اله الا الذي آمنت به بنو إسرائيل و انا من المسلمين " فأخذت حمأة ( 3 ) فوضعتها في فيه ، ثم قلت له : " ألان و قد عصيت قبل و كنت من المفسدين " و عملت ذلك من أمر الله خفت ان تلحقه الرحمة من الله و يعذبنى الله على ما فعلت ، فلما كان ألان و أمرني الله ان اؤدى إليك ما قلته أنا لفرعون امنت و علمت ان ذلك كان لله رضى .

46 - في مصباح شيخ الطائفة قدس سره في خطبة مروية عن أمير المؤمنين عليه السلام قال : و ان الله اختص لنفسه بعد نبيه صلى الله عليه و اله من بريته خاصة علاهم بتعليته ، و سما بهم إلى رتبته ، و جعلهم الدعاة بالحق اليه و الادلاء بالرشاد عليه لقرن قرن ، و


1 - بصيص الكلب : تحرك بذنبه .

2 - ناواه : عاداه .

3 - الحمأة : الطين الاسود .