تفسیر نور الثقلین

عبد علی بن جمعة العروسی حویزی؛ مصحح: الحاج السید ه‍اش‍م‌ ال‍رس‍ول‍ی‌ ال‍م‍ح‍لات‍ی‌

جلد 4 -صفحه : 635/ 41
نمايش فراداده

فيلحقها كلها بالناصب ، و ينزع سنخ المؤمن و طينته مع حسناته و أبواب بره و اجتهاده من الناصب فيلحقها كلها بالمؤمن .

افترى هيهنا ظلما أو عدوانا ؟ قلت : لا يا ابن رسول الله ، قال : هذا و الله القضاء الفاصل و الحكم القاطع و العدل البين لا يسأل عما يفعل و هم يسألون هذا يا إبراهيم ، الحق من ربك و لا تكن من الممترين ، هذا من حكم الملكوت قلت : يا ابن رسول الله و ما حكم الملكوت ؟ قال : حكم الله و حكم أنبيائه ، و قصة الخضر و موسى عليهما السلام حين استصحبه ، فقال : ( انك لن تستطيع معي صبرا و كيف تصبر على ما لم تحط به خبرا ) افهم يا إبراهيم و أعقل .

أنكر موسى على الخضر و استفظع أفعاله ( 1 ) حتى قال له الخضر : يا موسى ( ما فعلته عن أمري ) انما فعلته من أمر الله عز و جل ، من هذا ، ويحك يا إبراهيم قرآن يتلى و اخبار تؤثر عن الله عز و جل من رد منها حرفا فقد كفر و اشرك ورد على الله عز و جل .

قال الليثي : فكانى لم أعقل الايات و انا أقرأها أربعين سنة الا ذلك اليوم .

فقلت : يا ابن رسول الله ما أعجب هذا تؤخذ حسنات أعدائكم فترد على شيعتكم و تؤخذ سيئات محبيكم فترد على مبغضيكم ؟ قال : اى و الله الذي لا اله الا هو فالق الحبة و بارئ النسمة و فاطر الارض و السماء ، ما أخبرتك و لا انباتك الا بالصدق ، و ما ظلمهم الله و ما الله بظلام للعبيد ، و ان ما أخبرتك لموجود في القرآن كله قلت : هذا بعينه ، يوجد في القرآن ؟ قال : نعم يوجد في أكثر من ثلاثين موضعا في القرآن ، ا تحب ان اقرء ذلك عليك قلت : بلى يا ابن رسول الله فقال : قال الله عز و جل : ( و قال الذين كفروا للذين آمنوا اتبعوا سبيلنا و لنحمل خطاياكم و ما هم بحاملين من خطاياهم من شيء و انهم لكاذبون و ليحملن أثقالهم و أثقالا مع أثقالهم ) الاية أزيدك يا إبراهيم ؟ قلت : بلى يا ابن رسول الله .

قال : ( ليحملوا أوزارهم كاملة يوم القيامة و من أوزار الذين يضلونهم بغير علم الا ساء ما يزرون ) .

ا تحب ان أزيدك ؟ قلت : بلى يا ابن رسول الله قال : ( فاولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات و كان الله غفورا رحيما )

1 - استفظع الامر : وجده فظيعا شنيعا .