تفسیر نور الثقلین جلد 4
لطفا منتظر باشید ...
صنع بالطينتين ؟ قال : مزج بينهما بالماء الاول و الماء الثاني ثم عركهما عرك الاديم ، ثم أخذ من ذلك قبضة فقال : هذه إلى الجنة و لا أبالي ، و أخذ قبضة اخرى و قال : هذه إلى النار و لا أبالي ، ثم خلط بينهما فوقع من سنخ ( 1 ) المؤمن و طينته على سنخ الكافر و طينته ، و وقع من سنخ الكافر و طينته على سنخ المؤمن و طينته ، فما رأيته من شيعتنا من زنا أو xلواط أو ترك صلوة أو صيام أو حج أو جهاد أو جناية أو كبيرة من هذه الكبائر فهو من طينة الناصب و عنصره الذي قد مزج فيه ، لان من سنخ الناصب و عنصره و طينته اكتساب المآثم و الفواحش و الكبائر ، و ما رأيت من الناصب و مواظبته على الصلوة و الصيام و الزكوة و الحج و الجهاد و أبواب البر فهو من طينة المؤمن و سنخه الذي قد مزج فيه ، لان من سنخ المؤمن و عنصره و طينته اكتساب الحسنات و اشتغال الخير و اجتناب المآثم ، فإذا عرضت هذه الاعمال كلها على الله عز و جل قال : انا [ الله ] عدل لا أجور ، و منصف لا أظلم ، و حكم لا أحيف و لا أميل و لا اشطط ، الحقوا الاعمال السيئة التي اجترحها المؤمن بنسخ الناصب و طينته ، و ألحقوا الاعمال الحسنة التي اكتسبها الناصب بسنخ المؤمن و طينته ، ردوها كلها إلى اصلها ، فانى انا الله لا اله الا أنا عالم السر و أخفى ، و انا المطلع على قلوب عبادي لا أحيف و لا أظلم و لا ألزم احدا الا ما عرفته منه قبل ان أخلقه .ثم قال الباقر عليه السلام : يا إبراهيم اقرأ هذه الاية قلت : يا ابن رسول الله أية آية ؟ قال : قوله تعالى : ( قال معاذ الله ان نأحذ الا من وجدنا متاعنا عنده انا إذا لظالمون ) هو في الظاهر ما تفهمونه ، هو و الله في الباطن هذا بعينه يا إبراهيم ، ان للقرآن ظاهرا و باطنا و محكما و متشابها و ناسخا و منسوخا ثم قال : أخبرني يا إبراهيم عن الشمس إذا طلعت و بدا شعاعها في البلدان أ هو بائن من القرص ؟ قلت : في حال طلوعه بائن ، قال : أ ليس إذا غابت الشمس اتصل ذلك يعود كل شيء إلى سنخه و جوهره و أصله ، فإذا كان يوم القيامة نزع الله عز و جل طينة الناصب مع أثقاله و أوزاره من المؤمن ،