قوله تعالى : أوليس الذى خلق السماوات والارض بقادر . . .
المبطل الذي قال كيف يجوز أن يبعث هذه العظام و هي رميم ؟ قال : ( قل يحييها الذي أنشأها أول مرة أ فيعجز من ابتدئ به لا من شيء أن يعيده بعد أن يبلى ، بل ابتداؤه اصعب عندكم من إعادته ، ثم قال : الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا ) أى إذا كمن النار الحارة في الشجر الاخضر الرطب ثم يستخرجها فعرفكم انه على اعادة من بلى أقدر .90 - في تفسير على بن إبراهيم حدثني أبى عن سعد بن أبى سعيد عن إسحاق ابن جرير قال : قال أبو عبد الله عليه السلام : أى شيء يقول اصحابك في قول إبليس ( خلقتنى من نار و خلقته من طين ؟ قلت : جعلت فداك قد قال ذلك و ذكره الله في كتابه ، قال : كذب إبليس يا إسحاق ما خلقه الا من طين ، ثم قال : قال الله الذي جعل لكم من الشجر الاخضر نارا فإذا أنتم منه توقدون ) خلقه الله من ذلك النار و من تلك الشجرة ، و الشجرة أصلها من طين .91 - في كتاب الاحتجاج للطبرسي رحمه الله متصل بقوله سابقا انه على إعادة من بلى أقدر ثم قال : أو ليس الذي خلق السموات و الارض بقادر على أن يخلق مثلهم بلى و هو الخلاق العليم اى إذا كان خلق السموات و الارض أعظم و أبعد في أوهامكم و قدركم أن تقدروا عليه من اعادة البالى فكيف جوزتم من الله خلق هذا الاعجب عندكم و الاصعب لديكم ، و لم تجوزوا منه ما هو أسهل عندكم من اعادة البالى ، قال الصادق عليه السلام : فهذا الجدال بالتي هى أحسن ، لان فيها قطع عذر الكافرين و ازالة شبههم ، و اما الجدال بغير التي هى أحسن فان تجحد حقا لا يمكنك ان تفرق بينه و بين باطل من تجادله ، و إنما تدفعه عن باطله بأن يجحد الحق ، فهذا هو المحرم لانك مثله جحد هو حقا و جحدت أنت حقا آخر ، قال أبو محمد عليه السلام : فقام اليه رجل آخر فقال : يا ابن رسول الله أيجادل رسول الله صلى الله عليه و اله ؟ قال الصادق عليه السلام : مهما ظننت برسول الله من شيء فلا تظنن به مخالفة الله تعالى ، أ ليس الله قال : ( و جادلهم بالتي هى أحسن و قل يحييها الذي أنشأها أول مرة ) لمن ضرب الله مثلا ، فتظن ان رسول الله صلى الله عليه و اله خالف ما أمره الله به فلم يجادل ما أمره الله به ، و لم يخبر عن أمر الله بما أمره ان يخبر