أحکام الخلل فی الصلوة

مرتضی الأنصاری

نسخه متنی -صفحه : 337/ 325
نمايش فراداده

الظاهر المتبادر من الزيادة في الصلاة

وقوع الاشكال في معنى الزيادة في الصلاة

و قد يقع الاشكال في معنى الزيادة في الصلاة ، و أنه هل يتحقق بمجرد الاتيان بفعل من أفعال الصلاة فيها زائدا على القدر الموظف وجوبا أو استحبابا ، فلو قرأ سورة أو بعض سورة في الصلاة زائدا على القراءة الموظفة بطلت صلاته ، أو يشترط ان يأتيه بقصد الجزئية ؟ و على الاول ، فهل يكفي في صدق الزيادة مجرد صورة الجزء حتى يكون الانحناء بصورة الركوع زيادة أم لا ؟ فمن سجد سجدة الشكر لم يزد فيها ، لانها ليست من أجزاء الصلاة و إن شابهتها في الصورة . الظاهر المتبادر من الزيادة في الصلاة هو : الاتيان بجزء من أجزائها على أنه منها ، فلو انحنى لقصد آخر لم يزد ، و كذا لو سجد بقصد الشكر لم يزد فيها ، إلا أن بعض تلك الروايات تدل على عدم اعتبار قصد الجزئية في صدق الزيادة . مثل رواية زرارة ، الواردة في قراءة العزيمة المعللة بأن السجود زيادة في المكتوبة ( 1 ) إذ لا ريب أن سجدة العزيمة واجب مستقل لا يؤتى بها بقصد الجزئية للصلاة ، و مع ذلك فقد جعلها الشارع زيادة في المكتوبة . إلا أن يقال : إن هذا الحكم في خصوص السجدة لا يوجب التعدي إلى غيرها ، مع أنا نشاهد عدم صدق الزيادة ، فلعل المعتبر في الصلاة هو أن لا يقع فيه سجدة عدا سجدتي الركعة فيكون السجدة الزائدة مبطلة . و كيف كان فحكم الشارع بأن السجود للعزيمة زيادة ، لا يوجب التعدي عن المصاديق العرفية للزيادة الواردة في سائر الاخبار ، نظير ذلك ما ورد في بعض الروايات : أن التكفير عمل ، و ليس في الصلاة عمل ( 2 ) . ثم لا فرق في المأتي به بقصد الجزئية بين أن يكون في محله أو في محله .

1 - الوسائل 4 : 779 الباب 40 من أبواب القراءة ، الحديث الاول .

2 - الوسائل 4 : 1264 الباب 15 من أبواب قواطع الصلاة ، الحديث 4 .