دراسات فی الکافی للکلینی والصحیح للبخاری

ه‍اش‍م‌ م‍ع‍روف‌ ال‍ح‍س‍ن‍ی‌

نسخه متنی -صفحه : 308/ 244
نمايش فراداده

وفي باب الفرق بين الرسول والنبي والمحدث روى عن الحسن بن العباس انه كتب الى الامام الرضا (ع) يسأله عن الفرق بين الرسول والنبي والامام (ع) فكتب في جوابه، ان الرسول هو الذي ينزل عليه جبرائيل فيراه ويسمع كلامه، وينزل عليه الوحي، وربما رأى في منامه نحو رؤيا ابراهيم (ع)، والنبي ربما سمع الكلام، وربما رأى الشخص ولم يسمع كلامه، والامام هو الذي يسمع الكلام ولا يرى الشخص(1).

وروى عن ثعلبة بن ميمون ان زراة قال سألت ابا جعفر (ع) عن قول الله سبحانه، وكان رسولاً نبياً؟ قال (ع): ان النبي الذي يرى في منامه ويسمع الصوت ولا يعاين الملك، والرسول هو الذي يسمع ويرى في المنام ويعاين الملك، قلت والامام ما منئلته: قال يسمع الصوت ولا يعاين الملك، ثم تلا هذه الآية، وما ارسلنا من قبلك من رسول ولا نبي ولا محدث.

والآية الموجودة في القرآن الكريم، لم ترد فيها كلمة محدث والالتزام بصحة الرواية يلزمه القول بنقص القرآن، والامامية سوى من

(1) ص 176، ومقتضى هذه الرواية ان الامام يشارك الرسول والنبي في سماع الكلام ولكنه لا يرى جبرائيل كما يراه النبي والرسول، وقد وصف المجلسي في مرآة العقول هذه الرواية بالجهالة، وعلى تقدير صحة الرواية فسماع الائمة للكلام ليس بالجهالة، وعلى تقدير صحة الرواية فسماع الائمة للكلام ليس عن طريق الوحي. ونص الشيخ المفيد في اوائل المقالات: على ان العقل لا يحيل ذلك، ولكن الاجماع قد تم على ان من زعم ان احداً بعد نبينا (ص) يوحى اليه فقد اخطأ وكفر لحصول العلم بذلك من دين النبي، فيكون المراد من السماع الذي يصح بالنسبة اليهم، ان الله سبحانه قد يلقي في اذهانهم اموراً تتعلق بما سيكون فيخبرون عنها، او تبقى مخزونة عندهم وجاء في البخاري عن ابي سلمة وابي هريرة، ان النبي قال: لقد كان فيمن كان قبلكم قوم يكلمون وليسوا انبياء، فان يكن من امتي منهم احد فذاك عمر بن الخطاب.